مما لا ريب فيه أنّ حماية أي كيان مستقل واجب على كل مسؤول تأمينه، فلا يجوز لأي مسؤول التغاضي عن حماية عرضه ودولته، والواجب يقتضي على كل مواطن مسؤول وعادي أن يحافظ على وطنه ودولته ومؤسساتها الشرعية، وأنْ يُدافع عنها ما إستطاع إلى ذلك سبيلاً من دون أي خوف أو تحوير في القوانين، والدفاع عن الأوطان يتم حصريًا بواسطة القوى الشرعية الرسمية وفي طليعتها الجيش، وفي لبنان هناك قانون يُعرف بـ"قانون الدفاع الوطني" الذي يحصر حماية الوطن بواسطة القوى اللبنانية الشرعية وتحديدًا الجيش اللبناني وسائر القوى الشرعية اللبنانية الأخرى.

كم أتذكر عندما كنتُ طالبًا في المدرسة كنا نقف كل صباح لنحيّي العلم ولنحيّي أيضًا الجيش وسائر القوى الشرعية المُسلحة، لأنها بالنسبة إلينا سور الوطن ، ولم نسمع في حينه من يقول بأنّ "حزب الله " هو سور الوطن أو المُسلّحين هم سور الوطن أو الميليشيات هي سور الوطن... في عقولنا وفي قلوبنا لنا وطن واحد نحافظ عليه بكل ما أوتينا من قوة ووطننا له خريطة سياسية فاعلة بين الأمم وله عاصمة واحدة إسمها "بيروت ست الدنيا "، وله مجتمع واحد متحرر من كل العقد والإرتهانات، وشعب واحد يعيش في وطن حر سيّد مستقل تحميه قوة شرعيّة ضباطها من أنبل وأشرف الأمة اللبنانية... نعم للإنصهار في بوتقة الجيش اللبناني الذي لا شريك له.

من الخيانة العظمى أن يخون مواطن وطنه وأن يجعل أرضه مستباحة وأن يتآمر عليه وضده، من أجل منفعة مادية على ما هو حاصل اليوم، ومن يفعل تلك الأعمال الشنيعة يكون بعيدًا عن الوطنية وبعيدًا عن تعاليم الله، لأنه غير مؤمن بالله وبرسله، ولأنه يخون الناس ويعمل خارج عن الإرادة الوطنية... خائن مل من أهرق دماء شعبه وسرق أموال مواطنيه وعرّض كرامات الناس للخطر ، وكل سياسي يخون وطنه هو ساقط... وحده الجيش حامي الوطن.

واجبنا كمواطنين صالحين أنْ نكون جنبًا إلى جنب مع الجيش ساهرين لحماية أمن وطننا، وأن نتضامن في درء أي خطر يتهددنا وأن نتكاتف مع الجيش وبلا إستثناء على ردع من تسوّل له نفسه أن يتجرّأ على البلد وعلى كرامة جيشنا وأن يصف جيشنا بالضعيف غير القادر على القيام بالمهام التي توكل إليه.

إنّ شعوري بمحبة الجيش لشعورٌ عظيم ومن لا يتحمّس للمؤسسة العسكرية لمشاركتها في الدفاع عن أرض الوطن لا يستأهل أن يكون لبنانيًا فالجيش هو سياج الوطن وهو درع الدفاع... نعم للجيش الذي يستميت عن شعبه قبل أن تحميه الأسوار والتحصينات... فكل دفاع عن الوطن بغير المؤسسة العسكرية هو فعل في غير مكانه، والجيش هو الضمانة للأمن والحرية والطمأنينة والذود عن الوطن... كل من يتطاول على الجيش هو ضعيف العقل، الدولة بلا جيش أضعف من أن تحقق أملاً أو تحرز تقدمًا.

في عيد الجيش أتمنى من أرض الإغتراب أن يكتسب عيده رسوخ مكانة المؤسسة العسكرية في كل النفوس والإطمئنان الواضح إلى كل إجراء يتّخذه الجيش قيادةً وضباطًا وأفرادًا خصوصًا في الدفاع عن أرض الوطن التي تحتضن رفاة أمهاتنا وآبائنا وأجدادنا، عيد الجيش في قاموسي حيث ينعم كل مواطن بالأمن والوطن بالسيادة التامة والناجزة وبالديمقراطية السليمة التي تنتج سلطة عملاقة تحافظ على المؤسسة العسكرية ولا تضعفها.

نعم في عيد الجيش تزداد المسؤولية الوطنية ويزداد تماسكنا بالمؤسسة العسكرية ولن نرضى شريكًا لها على أرضنا فهي تمتلك حتمًا قرار الدفاع عن لبنان وهي المخوّلة رسميًا الدفاع عن حدودنا وتمنع أي مغتصب من خرقها، كما تمنع أي متطاول من العربدة في الداخل اللبناني. الجيش سياج الوطن لقادته التهنئة من القلب ولشهدائه الرحمة والخلود ولجنوده دوام الإزدهار والقوة للقيام برسالة سامية إلا وهي الدفاع عن طن إئتمنوا عليه وحدهم ولا شريك لهم وحده الجيش هو القرار.

*سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، الموّدة