دشن مفتي الجمهورية اللبنانية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​، في ​دار الفتوى​، بحضور السفير السعودي ​وليد بخاري​ مشروع "دعم ​الأمن الغذائي​ للبنانيين وللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان"، وذلك بعد توقيع اتفاق تفاهم بين ​مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية​ و​صندوق الزكاة​ التابع لدار الفتوى، واعتبر دريان أنه "يوم مبارك أن نلتقي في هذا الصرح الوطني الكبير، دعم صمود المؤسسات والجمعيات والمراكز الخيرية، نظرا الى الظروف الصعبة التي نعيشها لا بد من إغاثة سريعة من أجل لملمة جراح اللبنانيين وآلامهم، والمساعدة على استنهاض المؤسسات وتقديم مشاريع طويلة الأمد وإنتاجية لدعم صمود هذه المؤسسات صمود اللبنانيين. إنه يوم لبناني - سعودي بامتياز، سنبقى جميعا متعاونين متكاتفين ومتعاضدين من أجل صالح إنساننا في لبنان الذي وصل إلى حال اليأس من هذه الأوضاع الكارثية التي نعيش فيها".

واضاف: "عندما تتخلى مؤسسات الدولة عن مسؤولياتها وواجبها ليس لنا إلا الأشقاء والأصدقاء الذين يقفون إلى جانبنا في هذه الظروف الصعبة، ولطالما السعودية كانت إلى جانب الشعب اللبناني وإلى جانب لبنان دائما، ولم تتخل عن دورها الأخوي تجاه الشعب اللبناني. شكرا للمملكة العربية السعودية قيادة، شكرا لمقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى، شكرا لولي العهد الأمين، وشكرا لحكومة الرياض ولشعبها الذي أثبت عن جدارة أنه صادق بوفائه تجاه لبنان وتجاه اللبنانيين".

أما رئيس الحكومة السابق ​فؤاد السنيورة​ فاعتبر أنه "لا شك بأن هذه عينة أولى من هذه المساعدات التي تتقدم بها السعودية للبنان، آملين أيضا أن تتعزز الخطى من أجل المعالجات الصحيحة للمشكلات التي يعانيها لبنان، والتي أدت إلى هذه الكوارث التي نعانيها، وهذا يعني أن الإجراءات التي ينبغي للحكومة والمسؤولين اللبنانيين القيام بالإصلاحات الحقيقية التي نسترد بنتيجتها عافية الاقتصاد اللبناني وعافية المستوى المعيشي فيه. أعتقد أن هذه المبادرة اليوم، المشكورة، والتي نعبر فيها عن التقدير للمملكة العربية السعودية ولمركز الملك سلمان لهذه المساعدات، إن شاء الله ستتلوها خطوات لدراس المشاريع الأخرى التي تستطيع أن تعطي الاستدامة لهذه المؤسسات الاجتماعية والخيرية الإسلامية بما يتمكن من أن تقدم مساعداتها الى المسعفين الذين تتولاهم هذه الجمعيات".

أما بخاري فلفت الى أن "حكومة الرياض، كرست جهودا مفعمة بالعطاء وبالروح الإنسانية تقديرا لقيمة الإنسان أينما وجد، وتقديرا للحاجات الإنسانية التي يواجهها لبنان في هذه الأزمات. أؤكد لكم أننا نؤدي واجباتنا نحو الشعب اللبناني الشقيق بمعايير عالية جدا من دون أي تمييز لفئاته أو طوائفه، من منطلق إيماننا وواجبنا الذي يملي علينا واجب الإخوة الإسلامية والعربية الأصيلة".

وأكد أن "هذه المبادرة انطلقت عبر مسؤوليات مشتركة، عبر شركائنا المحليين والدوليين من اجل مستقبل افضل للبنان وشعبه الشقيق. اليوم لدينا اكثر من 32 شريكا محليا، إضافة الى شركاء نعتز بقبولهم هذه الشراكة مثل مكتب الأمم المتحدة الإنسانية، وكذلك "الإسكوا"، و​الصليب الأحمر​، والعديد من المنظمات الإقليمية، وهذه المبادرة في المرحلة الأولى تستهدف 300 ألف نسمة في كل لبنان. يتم توفير قطاع الأمن الغذائي، كما ترون، عبر سلال غذائية متخصصة، السلة الواحدة تكفي العائلة لأكثر من شهرين، نحن لدينا اليوم 600 ألف سلة غذائية ستوزع على 3 مراحل مقبلة خلال الأشهر المقبلة، وهذه الشراكة تتسم بتنفيذ ومراحل تنفيذ وفق معايير عالية المستوى من الشفافية والمساءلة".

وأضاف: "هدفنا ان تصل المساعدات الى المحتاجين في المناطق الأكثر معاناة في لبنان لتخفيف هذه المعاناة ولدعم جهودنا المشتركة لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي، والسعودية تعلن دائما وقوفها وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق الصامد في وجه كل الأزمات".