مع إقتراب ولاية رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، انطلقت حملة منظمة للاساءة اليه، من قبل "السلاخين" الذين يتكاثرون مع افول نجم كل ذي نفوذ. ومن دلائل هذا الأمر اللافتات التي ارتفعت في المتن وكسروان التي تحمل عبارة" روحه بلا رجعه" والتي لا يمكن لأي متابع لبيب الا اقرانها بولاية الرئيس عون واستعداده لمغادرة قصر بعبدا منتصف ليل الحادي والثلاثين من تشرين الأول المقبل.

إضافة إلى ذلك تقوم حملة مبرمجة ضد رئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ تعتبره محاصرا ومجردا من أوراق الضغط، ضائعا، مفتقرا إلى نفوذ، ومترنحا تحت وطأة المشكلات الداخلية في تياره. وتقود هذه الحملة صحف ومواقع خليجية، واخرى لبنانية فتحت صفحاتها لاقلام معروفة بقربها من أحد الأحزاب اللبنانيّة.

وتقول جهات متابعة أن ثمة من اعتقد أن الذي يقف وراء هذه اللافتات هو رجل أعمال لبناني، لوحق مرات في الأشهر المضية على خلفية صفقات، واعتبر أن لا موجب لكل ما حصل معه، وأن ملاحقته كيدية لا قانونية.

لكن هذا النوع من "الانتقام" وفي هذا التوقيت بالذات ينطوي على مخاطر كثيرة، لأنه سيزيد من منسوب التوتر في الاعلام ووسائل التواصل، ولن يتأخر في الانفجار على الأرض، اذا كانت ​سياسة​ النكايات ستمضي في خط تصاعدي. وقديما قيل: "اول الحرب كلام". ولكن بعض المواقع الالكترونية قالت أن لا صحة لهذا الاعتقاد لأن لوحة "روحه بلا رجعه" هي لوحة إعلانيّة لمنتج خاص بتعقيم المفروشات، وأن استخدام العبارة هو من باب "التشويق" الذي تثيره هكذا اعلانات من خلال الإبهام.

وفي انتظار جلاء الموضوع، ومعرفة مقاصده وخلفياته، فإن مجرد تأويل محتوى "الاعلان" واسقاطه من قبل البعض على الاستحقاق الرئاسي يدل إلى أي مدى تمكن الاحتقان الحزبي والسياسي من المجتمع المسيحي عموما، والماروني خصوصا.

وتقول مصادر مطلعة أن على ​بكركي​ والحكماء في الوسط المسيحي، و" ​الرابطة المارونية​" أن يتنبهوا إلى هذا الموضوع، وأن يسعوا لدى الافرقاء المسيحيين، ولاسيما ​الموارنة​، و" ​القوات اللبنانية​" و "التيار الوطني الحر" بصورة اخص، لكي يلجموا السنتهم و"زنودهم"، وأن يواكبوا المتغيرات والتحولات والتطورات بصبر وطول اناة وروح استيعابية، وعدم إلى الانزلاق إلى منازلات لها طابع المكاسرة، لأنها ستمعن في شرذمة الصف المسيحي واضعافه، وهو المشرذم والضعيف اصلا.

بات كل استحقاق انتخابي او رئاسي مدخلا لانقسام جديد اكثر حدة من سابقه، من دون أن يشكل ذلك مصلحة لأي طرف من الأطراف. فهل يقوم تحرك عاجل لمنع الاشتباك المسيحي- المسيحي قبل فوات الاوان؟.