أكّد وزير التّربية والتّعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال ​عباس الحلبي​، "أنّنا لن نستسلم للأزمات ما دام يوجد في البلاد وفي الدّول الشّقيقة والصّديقة من يقف إلى جانب التّربية في ​لبنان​، وينجّيها من عاتيات الظّروف".

ولفت، خلال الاحتفال التّكريمي السّنوي الأوّل الّذي أقامته المدارس الرّسميّة في الشّوف، للتّلامذة الناجحين في الشّهادة المتوسّطة للعام الدراسي 2021-2022، إلى أنّ "​المدارس الرسمية​ وإداراتها، وأساتذتها وتلامذتها وأهاليهم، قد عانوا من انعكاس الأزمات، وتأثّرت المدارس بالإضرابات والتّعطيل، كما عانت من النّقص الكبير في المحروقات والكهرباء والنّقل المدرسي ولوازم التّشغيل، غير أنّنا نجحنا في تأمين بعض الحوافز من الجهات المانحة والدّول الصّديقة، فأنهينا عامًا دراسيًّا في فترة استثنائيّة وظروف غير مسبوقة؛ وأنجزنا الامتحانات الرّسميّة وأصدرنا نتائجها".

وتوجّه الحلبي بالتّحية إلى المعلمين بجميع مسميّاتهم، على "التّضحية الّتي قدّموها، وعلى المعاناة الّتي تكبّدوها في تأمين عام دراسي، إلى حدّ مكّننا من إجراء ​الامتحانات الرسمية​ وإعادة الاعتبار إلى الشهادة الرسمية"، مشيرًا إلى "أنّني عدت بالأمس مع رئيس ​الجامعة اللبنانية​ من زيارة إلى دولة ​قطر​ الشّقيقة، ونأمل ألّا تبخل علينا، هذه الدّولة الصّديقة، وهي وعدتنا بالدّعم لكي نتابع العام الدّراسي والجامعي، وهي صاحبة الأيادي البيضاء في الوقوف إلى جانب لبنان بأحلك الظّروف؛ ونحن ننتظر الاستجابة إلى طلبنا ونتطلّع بأمل كبير لتحقيق هذه الغاية".

وشدّد على أنّ "المدرسة الرسمية لا تزال بخير، وإذا كانت الشهادة المتوسطة موضوع نقاش تربوي حول أهميّة بقائها أو استبدالها بوسيلة جديدة للتّقييم، فإنّنا نعتبرها مؤشّرًا مهمًّا في نهاية مرحلة ​التعليم الأساسي​، وبالتّالي فإنّ البديل عنها يأتي في سياق ورشة تطوير المناهج، ليكون التّقييم مدروسًا ودقيقًا ومنسّقًا مع النظام التربوي، وقياس المهارات والكفايات المطلوبة في كلّ مرحلة وصفّ دراسي".

كما أوضح أنّ "خشيتنا على ​العام الدراسي​ وعلى المدرسة الرّسميّة والجامعة اللّبنانيّة لا تنحصر فقط بالتّعليم الرسمي والجامعة الوطنيّة، بل تتعدّاها إلى ​التعليم المهني​ والتّقني الرسّمي والخاص وإلى المدارس والجامعات الخاصة، فالجميع في أزمة، والكلّ يحتاج إلى العناية والدّعم لتقطيع المرحلة".

وركّز الحلبي على أنّ "كلّ ما يحدث يثبت لنا أنّ لا بديل عن الدّولة المنيعة المتماسكة، الرّاعية لمواطنيها ومؤسّساتها، وعن المرحلة الّتي نمرّ بها، وهي مرحلة الخراب الكامل والتّعطيل الشّامل والغياب التّام للدّولة، فإنّنا من موقعنا وحرصنا مع المخلصين نبذل كلّ ما في وسعنا للمحافظة على التّعليم والتّربية وفاعليّة النظام التربوي، كما نجتهد لتطوير المناهج من خلال إنجاز الإطار الوطني لمناهج التّعليم العام ما قبل الجامعي، وتحديث آليّة التّقييم والامتحانات الرّسميّة، بالتّعاون مع الجميع".