لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، إلى أنّه "يتبيّن لنا وجود مشروع سياسي مناهض للبلاد"، مبيّنًا أنّ "المسألة باتت اليوم بكلّ أسف، من يتولّى مسؤوليّة الفراغ أو الشّغور الرّئاسي، أرئيس الجمهوريّة الّذي شارف عهده على النّهاية، أو الحكومة المستقيلة؟".

وأكّد، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في الصّرح البطريركي الصّيفي في الدّيمان، أنّ "طرح الشّغور الرّئاسي أمر مرفوض من أساسه، والكلام عنه محصور دستوريًّا باستقالة رئيس الجمهوريّة أو وفاته أو سبب قاهر"، مشدّدًا على أنّ "من واجب القوى السّياسيّة الاتّفاق على شخصيّة تحمل المواصفات الّتي أصبحت معروفة ومكرّرة، وليبادر ​المجلس النيابي​ إلى انتخاب الرّئيس الجديد ضمن المهلة الدّستوريّة الّتي بدأت".

وركّز البطريرك الرّاعي على أنّ "التّلاعب ب​رئاسة الجمهورية​ هو تلاعب بالجمهوريّة نفسها، وحذاري فتح هذا الباب"، مشيرًا إلى أنّ "​البطريركية المارونية​ المعنيّة مباشرةً بهذا الاستحقاق وبكلّ استحقاق يتوقّف عليه مصير ​لبنان​، تدعو الجميع إلى الكفّ عن المغامرات والمساومات واعتبار رئاسة الجمهوريّة ريشةً في مهبّ الرّيح، تتقاذفها الأهواء السّياسيّة والطّائفيّة والمذهبيّة كما تشاء".

وأوضح أنّ "الرّئاسة هي عمود البناء الأساس الثّابت، الّذي عليه تقوم دولة لبنان. وإذا تمّ العبث بهذا العمود، فكلّ البناء يسقط"، وذكر "أنّنا رغمّ كلّ ذلك، نحافظ على الأمل بحصول صحوة وطنيّة لدى الأحزاب السّياسيّة و​الكتل النيابية​، فتبادر إلى فعل الانتخاب، وتقي نفسها عار التّاريخ والمستقبل ونقمة الأجيال، خصوصًا أنّ أغلبيّة الّذين خاضوا ​الانتخابات النيابية​ الأخيرة، التزموا أمام الشّعب بانتخاب رئيس جديد وانتهاج أداءٍ وطنيٍّ مختلفٍ عن الأداء الّذي كان رمز التّعطيل والسّلبيّة".