أشار ​السفير الروسي​ في لبنان ​الكسندر روداكوف​، الى أن "خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعلان التعبئة الجزئية ضرورية للدفاع عن الامن القومي لروسيا الاتحادية، والتعبئة الجزئية استدعت اقل من 1% من الاشخاص المفروض انضمامهم واقتصرت على الاشخاص الذين لديهم خبرة في العمليات العسكرية وليس الشباب من المدارس والجامعات، ومن المفترض أن يكون هناك حوالي 24 مليون من الرجال على اهبة الاستعداد واخذ السلاح في حالة الهجوم والتهديد الكامل لروسيا وذلك للدفاع عن وطنهم".

وعن احتمال المواجهة المباشرة بين ​الناتو​ والقوات الروسية، شدد في مقابلة مع إذاعة صوت الشعب، على ان "تصريحات القادة الغربيين في جمعية ​الامم المتحدة​ ناْت عن لهجة التهديد لروسيا"، مؤكدا ان "بلاده لا ترغب بالدخول في مواجهة شاملة مع حلف الناتو، ونحن جاهزون لاي مفاجأة، واذا حصل اشتباك بين حلف الناتو وروسيا فالنتائج ستكون معروفة لمصلحة من، لانها ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها روسيا لهجمات من دول اوربية ولكن القادة الغربيين لا يستخلصون الدروس التاريخية".

واعتبر روداكوف أن هناك العديد من الاشاعات من قبل القيادة الغربية مفادها ان روسيا تهدد بالاسلحة النووية مؤكدا انها غير صحيحة، فاستخدام الاسلحة النووية هو فقط للدفاع وحماية الاراضي الروسية وليس للهجوم، معلنا أنه بعد عدة ايام ستكون هناك استفتاءات في مناطق زابورجيا وخيرسون والدونباس للانضمام الى روسيا على غرار ما حصل عام 2014 في جزيرة القرم، مؤكدا ان الاستفتاءات هي من اسس القواعد الديمقراطية والتي هي صوت الشعب وروسيا ستحترم قرارهم.

وأكد روداكوف ان مركز القرار السياسي ليس في كييف بل في اوروبا وواشنطن، اسفا لدور سائل الاعلام ليس فقط الغربية في تشويه الحقائق، والقيادات تقوم احيانا بقتل مواطنيها وهذا ما يحصل في أوكرانيا على غرار ما حصل في ليبيا والعراق، مؤكدا ان بلاده تقف مع الشعب الاوكراني حيث قدمت له العديد من المساعدات ولكنها ضد القرارات التي تصدر من القيادة الاوكرانية، وهذه العمليات موجهة حصرا ضد الجنود الاوكرانيين وكتائب النازية، كاشفا ان كل العمليات والجرائم الحربية ضد روسيا مسجلة عند المؤسسات الروسية والتي يمكن استخدامها في اي محكمة.

وأضاف روداكوف "بعد ثلاثين عاما من انهيار الاتحاد السوفياتي، نجحت روسيا بتحويل منظومة العلاقات مع كل البلدان الاوروبية والولايات المتحدة، ووقعت العديد من الاتفاقيات للحفاظ على السلم العالمي كنزع ​السلاح النووي​ من الجانبين، ونزع الاسلحلة الكيميائية والبيولوجية والتزمت ببنود الاتفاقات ونفذتها بعكس الشركاء الذين لم يلتزمو عل ىسبيل المثال اميركا التي لم تقم بنزع السلاح الكيميائي، والشعب الاوروبي يعرف تاريخه وتاريخ واشنطن بينما القيادات تتغاضى ولا تريد الاعتراف بهذا التاريخ ، وجميع الخطوات التي يتخذونها دليل واضح انهم لديهم النية لتدمير روسيا ولهذا يستخدمون اوكرانيا كقاعدة عسكرية كبيرة لان واشنطن لا تدخل بمواجهة مباشرة مع الجانب الاخر، بل تستخدم بلدا اخر لتحقيق مآربها ومصالحها.

وعن ​الغاز الروسي​، شدد روداكوف على ان القيادة الروسية لا تستخدم اي مواد للتجارة كأسلحة ، والدليل على ذلك خط الغاز الذي يمتد عبر اوكرانيا الى اوروبا ،موضحا" انه لم يتم استهداف الانبوب من الجانبين الاوكراني والروسي في العمليات العسكرية، معتبرا أن توقف تصدير الغاز عبر الخط الشمالي يعود الى عطل تقني.

واكد روداكوف ان الاتحاد الاوروبي لم يستطع توفير الكميات الكافية من الغاز كبديل عن الغاز الروسي الارخص، لافتا الى الكميات التي كانت تؤمنها روسيا للاقتصاد الاوروبي عموما وللاقتصاد الالماني خصوصا لا يمكن تعويضها، مشددا ان روسيا ليست لديها اي مشكلة لتقديم هذا الغاز ل للاتحاد الاوربي واصفا" الحديث عن شتاء قارس سيتعرض الغرب بالاشاعات مؤكدا" ان مخازن المانيا وفرنسا معبئة بالغاز، معلنا عن عدم وجود امكانية لاستبدال الغاز الروسي في الوقت الحالي، لكنه لم يستبعد عن وجود مصادر جديدة للغاز في المستقبل ولكن هذا يتطلب الوقت، وأضاف: دعوهم يفتشوا".

وبشأن تأكيد روسيا مرارا وتكرار استعدادها لتزويد لبنان بالنفط والحبوب، والمفاوضات بهذا الشأن، لفت روداكوف الى ان روسيا تدرس امكانية تقديم المساعدات الانسانية للشعب اللبناني، وعلى الرغم من الظروف السيئة بحسب وسائل الاعلام الغربية الا ان روسيا ستجد امكانية المساعدة، مضيفا انه التقى وزير الاقتصاد اللبناني الذي قال ان هناك علاقات وصفقات ثنائية تجارية خاصة بالمحروقات والقمح من قبل الشركات الخاصة التي هي مستمرة باستيراد ​المواد الغذائية​ من روسيا، كاشفا ان روسيا مدت الشعب اللبناني ب 420 طن من زيت دوار الشمس عبر البرنامج الغذائي العالمي وسيتم الاعلان لاحقا عن عملية التوزيع، معلنا أن نائب وزير الخارجية الروسية ​ميخائيل بوغدانوف​ سيزور لبنان عندما تسنح له الفرصة، بهدف العمل على مساعدة الشعب اللبناني واخراجه من قاع الهاوية".