"الدولة هي الشعب، والشعب هو الدولة... إن حكم البلد له قواعد وجذورها إفادة الشعب، والسعي لإسعاد الشعب هو المطلب الجوهري لبناء الحزب من أجل المصلحة العامة وممارسة الحكم لخدمة الشعب." هكذا قال شي جين بينغ في تقرير ألقاه اليوم الأحد خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني.

يعتبر إحساس جماهير الشعب بالسعادة والربح هو أعلى معايير لاختبار أداء الحزب الشيوعي الصيني.

في غضون السنوات العشر الماضية، طبق الحزب الشيوعي الصيني بصورة عميقة الفلسفة التنموية التي تتمحور حول الشعب، وأنشأ أكبر منظومة للتربية والتعليم والضمان الاجتماعي والطب والصحة من حيث الحجم في العالم، وازداد إحساس جماهير الشعب بالكسب والسعادة والأمن اكتمالا وضمانا واستدامة، مما يعتبر نجاحات جديدة في تحقيق رخاء مشترك.

دائما ما كان هدف تحقيق بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل هدفا استراتيجيا طرحه الحزب الشيوعي الصيني في بداية تطبيق ​سياسة​ الإصلاح والانفتاح، وبعد الجهود المتواصلة المبذولة من أجيال من الأبناء الصينيين، تم تحقيق هذا الهدف التي طال انتظاره في عام 2021، وبجودة أفضل وأعلى من كثير من التوقعات الأصلية. على سبيل المثال، في عام 2020، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين 101.6 تريليون يوان صيني، وتجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 10 آلاف دولار أميركي، وتم انتشال 98.99 مليون من سكان الريف الفقراء من براثن الفقر في نهاية عام 2020. وهذا أمر غير مسبوق في تاريخ الصين، كما أنه معجزة في تاريخ الحد من الفقر البشري.

أما من ناحية التعليم والذي يعتبر من الركائز الأساسية للمجتمع المدني وتتعلق تنميته بمصالح آلاف الأسر، فشهد القطاع تقدما كبيرا في السنوات العشر الماضية. على سبيل المثال، ارتفع عدد رياض الأطفال في جميع أنحاء البلاد إلى 295 ألف في عام 2021، بزيادة قدرها 76.8٪ عن عام 2011، وذلك بفضل الجهود المبذولة للدولة لتلبية الطلب المتزايد على الالتحاق برياض الأطفال. مثال آخر على ذلك هو تنمية التعليم العالي في البلاد حيث دخل مرحلة التعميم، وارتفع معدل الالتحاق الإجمالي بالتعليم العالي في الصين من 30٪ في عام 2012 إلى 57.8٪ في عام 2021.

ومن ناحية التوظيف، خلال العقد الماضي، أتيحت فرص عمل جديدة لصالح أكثر من 130 مليون شخص في المدن والبلدات، واستمر مستوى الأجور في الزيادة حيث تضاعف في عام 2021 مقارنة عما كان عليه في عام 2012.

وفيما يتعلق بالضمان الاجتماعي، ففي السنوات العشر الماضية، دخل بناء نظام الضمان الاجتماعي في الصين المسار السريع. ومن خلال بذل جهود متواصلة، تم إنجاز بناء أكبر نظام ضمان اجتماعي في العالم يعمل بكامل وظائفه ويتمتع بخصائص صينية مميزة. حيث غطت مظلة التأمين الأساسي للشيخوخة لـ 1.04 مليار نسمة، واستفاد 1.36 مليار مواطن في التأمين الصحي الأساسي، مما يمكنهم من استخدام المزيد من الأدوية الجديدة والجيدة بأسعار منخفضة.

شهد نظام خدمات المسنين استكمالا متزايدا خلال العقد الماضي. وحتى الآن هناك 360 ألف نوع مختلف من مؤسسات ومرافق خدمات المسنين في البلاد مع أكثر من 8.1 مليون سرير. وهناك ما يقرب من 37 مليونا من كبار السن يستلمون استحقاقات الشيخوخة، وإعانات خدمة المسنين، وإعانات التمريض لكبار السن المعوقين وغيرها من الإعانات.

كشف الحزب الشيوعي الصيني عن الأهداف والإجراءات المستقبلية المتعلقة بزيادة رفاهية الشعب ورفع جودة معيشته في التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الذي افتتح اليوم الأحد.

كما تعهد الحزب في التقرير بتحقيق المصالح الجوهرية للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب وحمايتها وتنميتها بصورة جيدة، والتركيز على المصالح التي يوليها الشعب اهتماما أكثر وتهمه بشكل أساسي، والمثابرة على بذل قصارى الجهود وفي حدود الإمكانيات من أجل حسن تسوية المشاكل المستعجلة والمستعصية التي تشكو منها جماهير الشعب وتتطلع إلى حلها بسرعة عن طريق الوصول الأقرب إلى صفوف الجماهير والنزول إلى الوحدات القاعدية والاعتماد على تنفيذ مزيد من الإجراءات الهادفة إلى تحسين معيشة الشعب وإشعاره بالدفء، وإكمال منظومة الخدمات العامة الأساسية ورفع مستواها، وتعزيز تكافؤ توزيعها، وتوسيع نطاق قابلية الوصول إليها، ودفع عملية تحقيق الرخاء المشترك بخطوات راسخة.

*صحفية صينية