أشار نائب الأمين العام ل​حزب الله​ ​الشيخ نعيم قاسم​، خلال إحيائه احتفالا لـ"تجمع العلماء المسلمين" في لبنان، بمناسبة ولادة النبي محمد وحفيده الإمام جعفر الصادق و"أسبوع الوحدة الإسلامية"، في قاعة الوحدة الإسلامية في مركزه الكائن في حارة حريك، الى أنه "أود أن أعبر عن فخري واعتزازي بتجمع العلماء المسلمين الذي أضاء في سماء العالم الإسلامي بوحدته وعطاءاته ونموذجه الذي يجب أن يحُتذى"، وقال: "التكفيريون هم جزء لا يتجزأ من مشروع الاستكبار العالمي بضرب وحدة الأمة، رأيناهم كيف اجتمعوا من ثمانين دولة في العالم في العراق وسوريا وعلى أطراف لبنان بدعم مفتوح ومخابرات مستمرة وأسلحة لا وجود لها في منطقتنا من أجل أن يخربوا علينا ومن أجل أن يدمروا أوطاننا وأن يعطوا مكاسب للعدو الإسرائيلي بالعبث والفتنة تحت شعار الإسلام، ولكنهم انكشفوا، الحمد لله أننا استطعنا بوحدتنا، بالتزامنا، بإتباع هذا الدين الحنيف أن نكشف الباطل وأن نعز ونعتز بالحق".

ورأى الشيخ قاسم أن "هذه المقاومة التي كانت عنوانا من عناوين الوحدة الإسلامية حيث جمعت المقاومين على امتداد هذه الساحة في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وإيران واليمن، وكل هذه الدول هي مقاومة تنطق بلغة واحدة لغة التحرير في سبيل الله تعالى، لا تعرف انتماء مذهبياً ولا طائفياً ولا مناطقياً ولا عرقياً، انتماؤها إلى ربها ونبيها وإيمانها والتزامها. لقد نجحت المقاومة في تقديم الصورة المشرقة عن الإسلام، ففضحت المدعين له وفضحت السلاطين الذين انكشف زيفهم بمخالفاتهم لبداهيات أحكام الإسلام ومنها الرحمة والوحدة، نجاحات المقاومة في أدائها وتضحياتها وتضحيات المؤمنين المجاهدين والمؤمنات المجاهدات وانتصاراتها أحدثت زلزالاً عند أميركا وإسرائيل وعند أتباعهما، وكشف حقيقة أميركا الظالمة والمجرمة والمعتدية والداعمة للاحتلال الإسرائيلي على حساب أهل الأرض".

اضاف: "منذ البداية أعلنا بوصلتنا تحرير فلسطين، مقاومتنا حول الموقف الموحد لإعادة الأرض السليبة إلى أهلها وأصحابها، وهذه البوصلة هي التي تتضمن كل المعاني الشريفة والسامية والعظيمة، بوصلة فلسطين تتضمن الوحدة والمقاومة والتحرير والعزة، تتضمن أشرف عناوين يمكن أن يحملها إنسان على وجه الأرض والحمد لله استطعنا أن نحقق نجاحات كثيرة، ومقاومتنا الشريفة غير المأجورة وغير المنقادة لسياسات الآخرين هي التي بإمكانها أن تعيد لنا كل شيء، تعيد الأرض والبحر والنفط والغاز، والأهم تعيد الكرامة والعزة والاستقلال ورؤوسنا شامخة بمجاهدينا وأبطالنا وشهدائنا وسنبقى كذلك حتى النصر الكامل إن شاء الله تعالى، لن ينسى اللبنانيون أن أميركا حمت استمرار إسرائيل العدو الغاصب والمجرم والعدواني في منطقتنا، لن ينسى اللبنانيون أن أمريكا هي التي أمرت وسهلت لاحتلال لبنان، ولولا المقاومة والجيش والشعب لمَا تحرر هذا البلد، ولولا المقاومة لمَا تحررت غزة ولولا المقاومة لمَا كنا في الموقع المؤثر والهادف في هذا الزمن، لن ينسى اللبنانيون أن أميركا عاقبت كل الشعب اللبناني وأنهكت اقتصاده وحرمته من كهرباء الأردن ومصر وكل مدد كهربائي ودعمت منظمات إثارة الفوضى وزادت من الانهيارات الموجودة في لبنان، لن ينسى اللبنانيون أن رؤوس الفساد في لبنان وقادة الإجرام في لبنان والمعيقين لنهضة هذا البلد بحجج مختلفة يأخذون توجيهاتهم من السفارة الأميركية ويحصلون على حمايتها من خلال هذا الترويج العالمي الذي تقوم به أمريكا، وأغلب ما حصل في بلدنا من تعقيدات وصعوبات ومرارات اقتصادية ومالية هي بسببها".

وفي ملف ​الترسيم​، قال: "الآن استطعنا أن نحقق إنجازاً عظيماً وكبيراً هو ترسيم الحدود البحرية لاستخراج النفط والغاز من أرضنا اللبنانية، عندما يتم التوقيع إن شاء الله، هذا إنجاز عظيم، أعجبكم هذا التوصيف أم لم يعجبكم الشمس ساطعة والإنجاز أمامكم والحفر يبدأ بعد حين ونستخرج بعد فترة من الزمن، قال قائلهم وما هي الضمانات إذا نجحتم الآن؟ قلت له عقولنا في رؤوسنا وبأيدينا أسلحتنا هذه هي الضمانة، وإن شاء الله سنكون دائماً جاهزين وحاضرين لنحمي حقوقنا، المقاومة التي حققت مع الدولة هذا الثبات والقوة والعزة حققت إنجازاً كبيراً، هذا الإنجاز هو إنجاز وطني ليس انجازاً لطائفة ولا لجهة ولا لجماعة، لولا تكامل موقف الدولة مع المقاومة وموقف المقاومة مع الدولة لما أمكننا أن نصل إلى هذه النتيجة المهمة".

واعتبر الشيخ قاسم في السياق أن "ما حصل هو نموذج عملي عن الإستراتيجية الدفاعية التي نراها مناسبة في التنسيق بين المقاومة والدولة، أخبرونا إذا كان لديكم إستراتيجية أخرى تعيد الأرض وتعيد البحر وتعيد النفط، نحن قدمنا تجربتنا في تحرير الأرض في جنوب لبنان والآن قدمنا تجربتنا في تحرير النفط من بحر لبنان فما الذي تملكونه حتى نستعيد سيادتنا واستقلالنا؟ يا بعض المدعين للسيادة الذين لا نسمع منهم إلا الخطب الرنانة، ولكن لا نرى منهم شيئاً، نحن اليوم في موقف عظيم يجب أن نفرح به وأن نفتخر به حتى ولو لم يعجب البعض، لقد قلنا منذ البداية والآن أكرر لا علاقة لنا كحزب الله بمناقشة الحدود البحرية والمساحات، وإنما هي مسؤولية الدولة أن تعلن حدودها وأن تقرر الموافقة على استعادتها، وقد أعلن لبنان بلسان فخامة الرئيس أن حدودنا قد حصلنا عليها من خلال التفاهم غير المباشر مع الكيان الإسرائيلي، من هنا أصبحنا معنيين بالمرحلة الثانية والمرحلة الثانية هي المحافظة على هذا الإنجاز وحماية هذا الإنجاز من عدوانين، عدوان العدو وعدوان المفسدين وسراق المال العام، وإن شاء الله سنعمل لكل ما من شأنه أن نحقق إقرار صندوق سيادي وإقرار ما يتناسب مع حماية الثروة لمصلحة اللبنانيين، وأن نتبع كل الإجراءات التي تحمي من السراق الدوليين والسراق المحليين ومن الفساد والمفسدين".

وفي سياق آخر، قال قاسم: "تشكيلة المجلس النيابي الحالي موزعة بشكل كبير بالحد الأدنى إلى خمس أو ست تجمعات وكتل وبالتالي لا يمكن لأي مجموعة أن تنجز الموافقة على رئيس من دون التعاون مع المجموعات الأخرى، نحن عندما نعلن ضرورة الاتفاق وضرورة النقاش من أجل التفاهم على رئيس إنما نقترح حلا، بينما بعض من يرفض ويريد أن يفرض رئيساً كما يريد وهو يعلم أنه أعجز من أن يفرض ذلك لأنه يعتقد أن أي اتفاق لا يمكن أن يحصل معه، لأن هؤلاء أخرجوا أنفسهم من دائرة المصلحة الوطنية، فكيف يمكن أن يتفاهموا مع من يريدون المصلحة الوطنية؟ في المجلس النيابي لا يوجد موالاة ومعارضة لأن هذا المجلس جديد لم تتشكل بعد لا رئاسة الجمهورية الجديدة ولا الحكومة الجديدة حتى نقول موالاة ومعارضة فإذا كانت فكرة وكلمة معارضة جذابة في فترة سابقة الآن لا معنى لها الكل في مسرح واحد والكل يتحمل مسؤوليته بالتساوي وبالتالي سنرى من يستطيع أن يمد يده إلى الآخرين ليتفاهم على رئيس يتناسب مع المرحلة القادمة".