شدّد المفوّض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني، بعد زيارته لبنان، على أنّ "النّاس في لبنان ومن ضمنهم لاجئو فلسطين، يعانون ويدفعون الثّمن مقابل ما ليس من صنعهم. لقد التقيت خلال زيارتي بلاجئي فلسطين الّذين يعيشون في الفقر واليأس وانعدام الأفق".

ولفت في بيان، إلى أنّ "الوضع الإنساني للاجئي فلسطين في لبنان شديد الخطورة. يموت النّاس موتًا بطيئًا، الكثير منهم لا يستطيعون تحمّل تكاليف الأدوية أو المشاركة في تقاسم كلفة العلاج خاصّةً للأمراض المزمنة والسرطان"، مبيّنًا أنّ "مستويات الفقر والبطالة غير مسبوقة، نتيجة إحدى أسوأ الأزمات الاقتصاديّة في التّاريخ الحديث، وانتشار "الكوليرا" يفاقم من المأساة والمصاعب الحادّة والعجز".

وأشار لازاريني إلى "أنّني بينما كنت أسير في شوارع مظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، تساءلت عمّا إذا وصل لبنان نقطة اللّاعودة"، مذكّرًا بـ"أنّني قمت في الشّهر الماضي بتوجيه نداء عن لاجئي فلسطين، يسلّط الضّوء على وصول الفلسطينيّين في لبنان الحضيض، نتيجة الظّروف القاسية الّتي يعيشون. طالبت في هذا النداء من العالم أن "يسمع أصواتهم"، وأن يقدّم الدّعم للأونروا من أجل مساعدة لاجئي فلسطين في حياتهم اليوميّة والعيش بكرامة".

وكشف أنّ "استجابةً لدعوتنا لتقديم المساعدة العاجلة، قدّمت الحكومة الألمانية مبلغ 6 ملايين دولار للاجئي فلسطين في لبنان. ومن خلال هذا الدّعم السّخي، ستتمكّن الأونروا من تقديم المساعدات النّقديّة للفئات الأكثر حاجة وهشاشة، من أجل التّحضير لفصل الشّتاء. كما تشمل هذه المساعدات لاجئي فلسطين من سوريا (الّذين يعيشون في لبنان)، ويعتمدون على المعونات الشّهريّة من الأونروا للبقاء على قيد الحياة".

كما ركّز على "أنّني بينما أرحّب بهذا الدّعم الحيوي، إلّا أنّه ليس سوى غيض من فيض. يحتاج النّاس في لبنان بل ويستحقّون حياةً أفضل، بعيدًا عن الاعتماد على المساعدات الإنسانيّة والنقديّة، لأنّهم معروفون بالإبداع والكرم وحبّ الحياة بالرّغم من كلّ الصّعاب"، لافتًا إلى أنّ "مع ذلك، وإلى أن يتمّ التّوصّل إلى حلّ أكثر استدامة، ستواصل الأونروا بذل كلّ ما في وسعها لمساعدة لاجئي فلسطين للحصول على حياة كريمة". وناشد "تقديم المزيد من الدعم للأونروا، حتّى نتمكّن من مواصلة مساعدة العائلات المحتاجة".