أشارت شبكة "سي إن إن" الأميركية، بأنّ الرئيس الصيني شي جينبينغ وصل إلى الرياض يوم أمس الأربعاء، و"استقبلته السعودية بظروف مخصصة عادة للحليف الاستراتيجي لها، الولايات المتحدة الأميركية".

ولفتت إلى انّه "رافقت أربع طائرات مقاتلة من سلاح الجو الملكي السعودي طائرة شي بعد دخولها المجال الجوي للبلاد. وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية (سي سي تي في) الحكومية أن الطائرة هبطت بعد ذلك بواسطة ست طائرات أكروباتية تسحب مسارات دخان خضراء"، مشيرة إلى أنّه أثناء الاستقبال "تم مد سجادة أرجوانية للزعيم الصيني، وأطلقت المدافع".

وأوضحت الشبكة أنّه "ستشمل الزيارة التي تستغرق عدة أيام مؤتمرين سيجمعان قادة من جميع أنحاء العالم العربي. وسيتم توقيع عشرات الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والعسكرية - تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات".

وذكرت أنّه "من المرجح أن يتم إجراء رقصات السيف التقليدية في حفلات الاستقبال الفخمة. قد يمنح العاهل السعودي - أو ولي عهده القوي محمد بن سلمان - الزعيم الصيني بعض الأوسمة والميداليات. وستفعّل العديد من التعبيرات الباهظة عن الصداقة الإجراءات الدبلوماسية، كل ذلك بهدف التأكيد على الشراكة العميقة بين بكين والرياض".

وأكّدت الشبكة، أنّ "ترحيب السجادة الحمراء لشي بعيد كل البعد عن رحلة الرئيس الاميركي جو بايدن إلى الرياض هذا الصيف. استقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرئيس بقبضة يده ثم أحرجه علنًا خلال اجتماع مائدة مستديرة متلفز، وأعلن عن زيادة محدودة في إنتاج النفط لا تلبي المطالب الأميركية. بينما أعلن بن سلمان القرار، تحوّل التلفزيون السعودي الحكومي إلى بايدن الغاضب بشكل واضح، والذي بدا وكأنه قد فوجئ بالتطو

وشددت على أنّ "من خلال إحداث تناقض حاد مع زيارة بايدن، فإن الاستقبال الباهر لرحلة شي إلى السعودية يحمل رسالة ضمنية إلى الولايات المتحدة. على الرغم من مناشدات واشنطن المتكررة لحلفائها العرب في الخليج لرفض التجارة مع الصين، تستمر علاقة المنطقة مع بكين في التطور، ليس فقط في التجارة ولكن أيضًا في الأمن".

وفي السياق، شدد المحلل الإماراتي عبدالخالق عبدالله في حديث لشبكة "سي إن إن"، على أنّ "الرسالة الأولى هي أن هذه المملكة العربية السعودية جديدة. هذا خليج جديد"، مشيرًا إلى أنّ "الواقع الجديد هو أن الصين تنهض وآسيا تنهض ، وسواء أحببت الولايات المتحدة ذلك أم لا ، علينا أن نتعامل مع الصين".

وذكرت الشبكة، أنّه "تمثل القمة "علامة فارقة" في العلاقات الصينية العربية، كما وصفها دبلوماسي عربي رفيع المستوى للشبكة، كما يمثل انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا لمحمد بن سلمان".

وأوضحت أنّ "بالنسبة للصين، في هذه الأثناء، إنها فرصة لتوسيع بصمتها الجيوسياسية في الفناء الخلفي السابق للولايات المتحدة - وستحتاج بكين أيضًا إلى المزيد من النفط السعودي حيث تبدأ أخيرًا في تخفيف قواعد كوفيد".