اعتبر الدبلوماسي الأميركي المخضرم ​هنري كيسنجر​ إن "الوقت قد حان من أجل إحلال سلام قائم على التفاوض في أوكرانيا للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى"، إلا أن حكومة كييف رفضت مقترحاته واعتبرتها ترقى إلى "مهادنة المعتدي" وأكدت أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق يتضمن التنازل عن أراض.

وفي مقال بمجلة "ذا سبيكتاتور" البريطانية تحت عنوان "سُبل تجنب حرب عالمية أخرى"، قال كيسنجر إن "الوقت قد حان للبناء على التغييرات الاستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات".

وتابع قائلا في المقال "يجب أن تربط عملية السلام أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي. خيار التزام الحياد لم يعد له مغزى".

وقال كيسنجر إنه اقترح في أيار وقفا لإطلاق النار تنسحب روسيا بموجبه إلى الخطوط الأمامية التي كانت عليها قبل بدء غزوها لأوكرانيا في 24 شباط، لكن شبه جزيرة القرم ستبقى محل "مفاوضات".

وعقد كيسنجر (99 عاما)، الذي لعب دورا بارزا في الانفراجة السياسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي عندما كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، عدة لقاءات مع فلاديمير بوتين منذ انتخابه رئيسا لروسيا لأول مرة في عام 2000.

ولا تلوح في الأفق نهاية للصراع في أوكرانيا، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد الملايين. وتسيطر روسيا الآن على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا.

ويقول الكرملين إن على كييف الاعتراف بضم موسكو لمناطق في جنوب وشرق أوكرانيا. وتقول أوكرانيا إنه يتعين أن تغادر كافة القوات الروسية أراضيها بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014. وتقدمت كييف بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد أن أعلنت موسكو ضم بعض الأراضي الأوكرانية في أيلول.