أشار المساعد السابق لوزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشّرق الأدنى ديفيد شينكر، ردًا على سؤال حول زيارات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى قطر، إلى "أنني لا أعلَم ماذا يفعل جبران في قطر. لكنّ الواضح أنّه، في محاولاته المُتكرّرة، لم يستسلم للعقوبات الأميركية. لا يزال يعقد بعض الآمال على رفعها عنه، على الرغم من أنّ الإدارة الأميركيّة لا تعمل بهذه الطّريقة".

وأوضح، في حديث لصحيفة "أساس ميديا"، أنّ حزب الله "لا يُمانع انتخاب قائد الجيش جوزاف عون الذي لم يُشكّل عائقاً أمام حركة الحزب بكامل حرّيّته في مناطق الجنوب"، معتبرًا أنّه "قبل أيّام قتلَ الحزبُ عنصراً من قوّات اليونيفيل، ولن يكون هناك أيّ تحقيق جدّيّ ولن تتحقّق العدالة"، متوقعًا أن يُنتَخَبَ قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسًا، خلال 3 أو 4 أشهر.

ووضع شينكر حادثة العاقبيّة في "صلب ​سياسة​ حزب الله ومن خلفه إيران"، مشيرًا إلى أنّه "تعمل طهران على رفع التصعيد في المنطقة. إضافة إلى ما حصل مع اليونيفيل، هُناك تحرّكات إيرانيّة في العِراق، وتسليح الحوثيّين. ورأينا محاولات للاعتداء على إسرائيليين وأميركيين أو اختطافهم. التصعيد الإيرانيّ واضح. فهذه سياسة إيران حين يشتدّ عليها الضّغط الدّاخليّ".

وذكر أنّ "حزب الله قد يلجأ إلى تنفيذ اغتيالات"، موضحًا أنّه "يقوم بذلك كلّما أحسّ بحرّيّة الحركة، خصوصاً في الوقت الذي تبحث فيه إدارة بايدن الوصول إلى اتفاقٍ نوويّ مع إيران. رأينا كيف قتلوا لقمان سليم بعد 3 أسابيع من رحيل إدارة دونالد ترامب. واليوم يشعر أنّه حرّ ليقتل في هذه الفترة".

إلى ذلك، اعتبر شينكر أنّ لبنان لن يستطيع قطف ثمرات توقيع اتفاق الترسي باستخراج الغاز والحصول على الأموال قبل 7 سنوات. الاتفاق يُشبه "أيّ مشروعٍ للدّولة اللبنانيّة: تذهب الأموال إلى الفاسدين ولا يستفيد منها اللبنانيّون"، كما رأى أنّ "إصلاحات صندوق النّقد الدّوليّ" مدخلاً أساسيّاً إلى الاستفادة من الثّروة النّفطيّة، إن وُجِدَت "لا يستطيع لبنان أن يستفيد جدّيّاً مع غياب الإصلاحات والشّفافية. وحتّى السّاعة لم يقدم على أيّ خطوة في اتجاه تطبيق شروط الصندوق. قد يجد لبنان غازاً طبيعياً في حقوله، وقد لا يجد. ليس من إثباتٍ حتّى اللحظة. لكنّ هذا البلد ليسَ بيئة صالحة للاستثمار حتّى السّاعة".

ولفت شينكر حول موافقة "حزب الله" على الترسيم، إلى أنّه "لم يعد يتحمّل أن يُنظَر إليه في الدّاخل اللبنانيّ باعتباره عاملاً يمنع استفادة البلاد من استخراج الغاز الطّبيعيّ. في بادئ الأمر كان حزب الله ضدّ الاتفاق. لكنّ نظرة اللبنانيين إليه هي التي دفعته إلى تغيير موقفه".