أشار السيد علي فضل الله، خلال حفل تأبيني في ميس الجبل، الى أن "كما بالأمس عادت الظروف لتقسو علينا، وأخذت موجات الضغوط والحصار تتوالى علينا من كل حدب وصوب، ليساعدها في ذلك انقسامات ومحاصصات وسياسات فاسدة وإدارة عبثية، وتجارة جشعة، حتى تشعر كأن هناك من يريد إعادة لبنان وهذه المنطقة الكريمة بخاصة إلى الزنازين القديمة".

ولفت فضل الله، إلى أن" بعض هذه القوى الضاغطة من خارجية أو داخلية يعرف ما يفعل، ويريد لهذا الوطن وفي القلب منه الجنوب أن يعود ليتسول الأمن والسلام من محتل لا يعيش إلا على العدوان والسيطرة، أو من قوى دولية كبرى لا يعنيها إلا تفوق هذا المحتل على كل دول المنطقة العربية والإسلامية، وبعضهم لا يعرف ما يفعل".

ورأى أنه "قد تكون عنده الأمور ملتبسة لكنه ينساق في السير بما يجري، وبعضهم لا يكف عن توظيف الأحداث ليحقق المكاسب والمغانم من خلال احتكار هنا أو تلاعب هناك وغير ذلك، أما نحن فلا خيار لنا إلا البقاء في هذه الأرض وأعود هنا في هذه البلدة الكريمة لأكرر ما أقوله دائما ان الانقسام قد يطول وزمن الأزمة والضغوط قد يستمر".

واعتبر فضل الله، أن "الدول الكبرى لا تبالي بنا، وإن أحاطت وطننا بقدر من الاهتمام فلأهداف خاصة ولحسابها، أما أغلب القوى السياسية في الداخل فغارقة في مصالحها الفئوية وحساباتها المصرفية لا يحركها مبدأ إنساني او التزام أخلاقي، تبحث عما يحقق لها غاياتها الخاصة، ولا يهمها أن تطول الأزمة أو تقصر، هي تستثمر الأزمة لتعزيز مواقعها، فلا يهمها أن يرتفع الدولار ولو بلغ المئة أو يقلقها غلاء أسعار الغذاء والدواء والمحروقات مهما بلغت".

وأضاف "لذا لا حصانة للوطن أمام المخاطر إلا بترسيخ انتمائنا الوطني، والتزامنا الإيماني والأخلاقي... فوطنيتنا هي حصننا".