لا شكّ أن الأزمة التي تمرّ بها البلاد ستنعكس حكماً على القطاع التعليمي بشكل عام، ولو أن المدارس الخاصة والكاثوليكية سعت في بداية العام الدراسي الى تدارك الوضع عبر إنشاء صندوق مساعدات قالت المدارس الكاثوليكية إنه سيذهب للاساتذة ولتأمين المستلزمات الاساسية للمدارس من مازوت للتدفئة وغيره.

حالياً إنتهت العطلة الطويلة التي أعطتها المدارس الخاصة والكاثوليكية منها تحديداً لتلامذتها، ولكن الكلام لم ينتهِ عن الأزمة التي تمرّ بها البلاد. ويشير أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر الى أنه "لولا الدولار "الفريش" الذي أخذناه في بداية العام الدراسي لم استطعنا الصمود حتى اليوم"، لافتا الى أن "المراجعة التي يجب القيام بها تتركز حول ما اذا كان هذا الدولار كافياً اليوم".

"ما كنا نعتبره حلاً في بداية العام الدراسي حول أخذ جزء بالدولار لم يعد راهنًا كذلك". هذا ما يؤكده الأب نصر، مشيرا الى أننا "كنا اعتبرنا اذا اعطينا الاستاذ 300 دولار فريش على سبيل المثال اضافة الى راتبه بالليرة يمكن ان يكون حلا، ولكن في هذا الوقت لم يعد كذلك، لأن جميع الفواتير أصبحت بالعملة الخضراء والمبلغ لم يعد كافيا"، مشددا على أنه "في بداية العام كان الدولار 30 ألف ليرة اليوم وصل الى عتبة لـ70 الف ليرة".

في المقابل يسأل سامي وهو والد طفلتين في إحدى المدارس الكاثوليكية حول الاضراب والكلام عن أن المبالغ التي أخذتها المدارس لا تكفي، مضيفاً: "ماذا يريدون بعد"؟.

تعود مصادر مطّلعة لتعطي مثالاً عنإحدى المدارس الكاثوليكية في منطقة المتن، مشيرةً الى أنه "وفي بداية العام طلبت المدرسة الى جانب القسط 200 دولار عن كلّ تلميذ، وأتى الأول منه حوالي 8 مليون ليرة، واللافت الآن أنها أدخلت الدولار في صلب القسط الثاني،ومن الواضح أننا سندفع جزءًا بالدولار وآخرَ بالليرة"، وهنا تتساءل المصادر "عن سبب الكلام عن أزمة يمكن أن تواجهها المدارس الخاصة، إذ بحساب بسيطة إذا كان في المدرسة قرابة1000 تلميذ وطبعاً هناك أكثر وضربنا 200 دولاربـ1000= 200.000 دولار بالحدّ الادنى، فهل دفعت كلّ هذه المبالغ للمازوت والأساتذة، طبعاً لا.

بدوره يلفت نقيب المعلمين السابق في القطاع الخاص رودولف عبود عبر "النشرة" الى أن "هناك مدارس خاصة تدفع للأستاذ جزء بالدولار اضافة الى راتبه والنقل"، مشيرا الى أن "هذا المبلغ ليس كافياً طبعاً ولكنه يسمح بالاستمرار وعدم الذهاب الى اضراب"، داعيا الى تجزئة الحلّ، فالمدارس التي أعطت للأستاذ دولاراً لماذا نأخذها الى الاضراب ونخلق لها مشكلة وهي حاصلة على ما تتمّ المطالبة به، فالأفضل هو إجراء محادثات مع المدارس حيث هناك مشكلة حقيقية والعمل على ايجاد حلّ لها".

في المحصّلة يعود تلامذة المدارس الخاصة الى صفوفهم وسط ارتفاع كبير في سعر صرف الدولار، ويعتبر المسؤولون عن التعليم الخاص انّ الحلول الماضية ليست كافية، فهل يلجأون الى تقاضي باقي الاقساط بالعملة الخضراء؟.