لفت وزير الزّراعة في حكومة تصريف الأعمال الرّئيس التّنفيذي لـ"المنظمة العربية للتنمية الزراعية" عباس الحاج حسن، إلى أنّه "لا يُخفى على أيّ متابع أو باحث، أنّه وبحلول 2050 سيواجه العالم تحدّي الأمن الغذائي واهتزازه بشكل كبير، وبالتّالي المطلوب التّحرّك باتجاه مضاعفة الإنتاج الغذائي من خلال الاستخدام المتوازن والعادل للموارد الطّبيعيّة".

وأكّد، خلال رعايته افتتاح أعمال منتدى "التّحوّل الرّقمي وتكنولوجيا الزّراعة الذّكيّة- التّحدّيات والفرص"، في مقرّ اتحاد الغرف العربية، أنّ "من هنا، كان لا بدّ من التّفكير بتطوير مقاربة زراعيّة حداثيّة تعتمد التّكنولوجيا الجديدة، بعيدًا عن تقليديّة القطاعات ودمج التّكنولوجيا الحديثة والرّقميّة بالعمليّات الزّراعيّة وسلاسل الإنتاج الغذائي، للانتقال بالزّراعة من تقليديّته ورتابته إلى فضاءات السّيبرانيّة والانصهار في الحياة الرّقميّة".

وشدّد الحاج حسن على أنّ "الزّراعة تُعدّ من أهمّ القطاعات المرتبطة مباشرةً بالأمن البشري، حيث توفّر الغذاء، وتُعدّ ثاني أكبر مصدر للتّوظيف بعد قطاع الخدمات الحديثة"، معتبرًا أنّ "في الوقت الحاضر، هناك دورًا كبيرًا بالنّسبة للتّحوّل الرّقمي الّذي يقرّب القطاعات الحكوميّة والشّركات، إلى نماذج عمل تعتمد على التّقنيّات الرّقميّة في ابتكار الخدمات والمنتجات، وتوفير قنوات جديدة من العائدات الّتي تزيد من قيمة منتجاتها".

وأوضح أنّ "التّحوّل الرّقمي لا يعني فقط تطبيق استخدام التكنولوجيا، بل هو برنامج متكامل يمسّ عمل الحكومات والمؤسّسات داخليًّا بشكل رئيسي وبشكل خارجي أيضًا، كما ويسهم في ربط المؤسّسات الحكوميّة والقطاعات كافّة ببعضها البعض"، مركّزًا على أنّ "الحاجة تتزايد لتعليم المزارع كيفيّة استخدام تكنولوجيا الزّراعة الحديثة، الّتي يمكن أن تجعل الزّراعة أسهل وبأسعار معقولة وأكلاف أقلّ، وتساعدنا أيضًا في التّحذير المسبق لأيّ أزمة، وتقلّل بذلك من الخسائر الّتي تطال القطاع".

كما أشار الحاج حسن إلى أنّ "التّحوّل الرّقمي وتكنولوجيا الزّراعة الذّكيّة، تعدّ من أهمّ التّحدّيات الّتي يواجهها القطاع في الوقت الحاضر، حيث توفّر هذه التّقنيّات فرصًا كبيرةً لتحسين إنتاجيّة المحاصيل وتقليل التّكاليف الزّراعيّة، كما أنّها تواجه بعض التّحدّيات والصّعوبات في التّطبيق والاعتماد عليها، ومنها التّكلفة العالية ونقص المعرفة، العوائق التّقنيّة، المخاوف الأمنيّة، والاعتماد على المصادر الرّقميّة".

وذكر "أنّنا في لبنان نتطلّع إلى شراكة حقيقيّة معكم، من خلال التّوأمة والشّراكة بين القطاعات... إنّنا أصحاب رسالة في هذا الشّرق بشقَّيه المغاربي والمشرقي، رسالة انفتاح وشراكة وتفاعل، فالصّعوبات والأزمات لا تعرف الحدود والأمن الغذائي عنوان تعاون لا تنافر"، مبيّنًا "أنّنا من بيروت نؤكّد للعالم أنّنا اختبرنا الأزمات وأعقدها، وخرجنا منها أقوياء خلّاقين مبدعين بعزيمة شعبنا وإرادة العيش المشترك، ونتطلّع اليوم لخروج المنطقة من أزماتها السّياسيّة والغذائيّة ضمن منطق التّعاون والتّفاعل بين أقطار عالمنا العربي".