وزّعت جمعية "عدل ورحمة"، ضمن حملاتِها وبرامِجها ومشاريعها الإنسانيّة، وتحت عنوان "نلوذ بالصّبر"، 300 قسيمة شِرائيّة (للعائلات والأفراد) و650 علبة تحتوي مواد تعقيم وتنظيف (مكافحة الحشرات والجرذان)، على نُزلاء سجن رومية وبعض المباني، وعلى متابعي "العِلاج بالبدائل" (الحدّ من الارتهان للمخدّرات) في مركز الجمعيّة؛ وذلك بتمويل من "Global Fund" وبالتّعاون مع جمعيّة "العناية الصّحيّة" و"MENAHARA".

في سياق آخر، أشارت الجمعيّة إلى "أنّها تتابع عملها في مجال حُقوق الإنسان والنّشاطات التّأهيليّة من خلال البرامج والمشاريع، رغم الأوضاع المُزرية الّتي تتفاقم يومًا بعد يوم، بسبب الانهيار السّياسي والاقتصادي والتّعثّر المالي والنّقدي والمعيشي، ما يُحتّم المواجهة والتّصدّي والتحلّي بالصّبر".

من جهته، أوضح رئيس "عدل ورحمة" الأب نجيب بعقليني، أنّ "المساواة بين البشر هي الصّورة الصّحيحة للعدالة على أنواعها"، لافتًا إلى أنّ "بالأمس القريب، احتفل العالم باليوم العالمي للعدالة الاجتماعيّة (20 شباط)، من هنا العدالة هي مسؤوليّة كلّ أفراد المجتمع، لا سيّما المُخوّلين تحقيق العدالة القضائيّة، من خلال قضاء نزيه وعادل وكُفُؤ".

وركّز على أنّ "العدالة الاجتماعيّة تقوم على تأمين الحاجات الأساسيّة والضّروريّة من مأكل وطبابة وعمل ومسكن وتعليم، وتسهم في تخفيف حالة البؤس من مجتمعنا، وتحدّ من العنف والاقتتال"، مشدّدًا على أنّ "العدالة الاجتماعيّة تتطلّب توزيع خيرات الأرض على جميع سكّان الأرض. لكن بسبب التسلُّط والتحكُّم والاستبداد والجشع والكراهيّة والحروب، يُعاني سكّان الأرض من فِقدان العدالة بالمُطلق".

وأكّد بعقليني أنّ "مطلوب منّا بناء ثقافة الرّحمة وتثبيتها بجعلها ملموسة ومُعاشة، من خلال فتح الضّمائر النّقيّة والقلوب المُحبّة على الصّعوبات والمشاكل والمصائب واحترام الإنسان، لنداوي معًا جراحاته، قدر المستطاع، بالتّعاون والتّعاضُد"، داعيًا إلى أن "نلوذ بالصّبر ونُركّز على التّضامن والتّكافل والمُطالبة بالمساءلة والقضاء على الفساد والغشّ والعنف والجهل والعنجهيّة، كي نتحرّر من الظّلم والازدراء والاستبداد والاستغلال والهيمنة".

وتابع: "لنسع نحو عدالة اجتماعيّة. لنردم الهوّة بين بعض أفراد المجتمع. لنربّ على نظام القيم والمبادئ، لنعلّم على روح التّضامن والرّحمة والرّأفة والإحسان، ولنمدّ الجسور بين المواطنين ونتكاتف في هذه المرحلة الصّعبة والحرِجة، حتّى نتخطّى الصّراعات والأزمات؛ ونصل إلى شاطئ الأمان والسّلام متسلّحين بالصبر والحِكمة والرّجاء".