رأى النّائب ياسين ياسين، أنّ "لبنان بحالته الرّاهنة كناية عن بقعة جغرافيّة يسودها التّفكّك والفلتان على كلّ المستويات، ولا يمكن بالتّالي وصفها بالدّولة أو الكيان، فمن الانقسامات السّياسيّة والطّائفية والمناطقيّة، إلى السّلاح غير الشّرعي، إلى التّفرّج بدمّ بارد على انهيار الليرة، إلى أزمة انتخاب الرّئيس، ولغة التّخاطب الفتنوي بين نوّاب الأمة، ومقرّرات حكومة تصريف الأعمال، صفقات التّلزيمات بالتّراضي، القضاء المسيّس، انهيار قطاع المصارف والكهرباء والاتصالات والاستشفاء والتّعليم، إلى دائرة السيّر (النافعة)، ورواتب وأجور القطاع العام، إلى محاولات نسف الانتخابات البلدية، واللّائحة تطول وتطول؛ كلّها ملفّات صاخبة غارقة بالنّزاعات والفساد والمصالح الخاصّة. وإن أكّدت شيئًا، فعلى أنّ لبنان اليوم أشبه بـ"عصفوريّة" كاملة الأوصاف والمواصفات".

ولفت، في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتيّة، إلى أنّ "المراد في خلفيّة تفكّك المؤسّسات وانحلال الدّولة، هو إنهاء الكيان اللّبناني، وإزالته بالتّالي من العمقَين العربي والدّولي، ناهيك عن أنّ الحرب الأهليّة ما زالت نارها مستعرة في النّفوس، خصوصًا وأن أمراءها على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم ومذاهبهم، يتحكّمون بمفاصل الدّولة من ألفها إلى يائها".

وأشار ياسين إلى أنّ "هذه الحرب لن تنزلق من جديد إلى لغة التّسلّح وقيام خطوط تماس، لأنّ الشعب اللبناني لديه ما يكفي من الحكمة والوعي لعدم الانزلاق من جديد إلى وحول العام 1975، وبات على يقين بأنّ القضيّة اللّبنانيّة أبعد ما تكون عن صراع طائفي بين الياس ومحمود وحسين ومعروف، إنّما هي قضيّة صراع على النّفوذ السّياسي، حتّى بين الطّائفة الواحدة والمذهب الواحد". وركّز على أنّ "الحرب المسلّحة لن تجد طريقها إلى أرض الواقع، وستبقى سجينة حرص المؤسسة العسكرية على الاستقرار الأمني".

وذكر أنّ "وقائع التّداول في اللجان النيابية المشتركة، أوحت بوجود نيّة مبيّتة لدى الثّنائي "حزب الله" حركة "أمل"، بتأجيل الانتخابات البلدية"، معربًا عن استغرابه من جهة ثانية، "اعتماد ​سياسة​ النّاقض والمنقوض في مقاربة تمويل الانتخابات البلدية، إذ تمّ استنزاف 70 مليون دولار من صندوق السّحوبات الخاصّة (SDR) دون تشريع أو رقيب أو حسيب، ليصبح المسّ به اليوم بهدف تمويل الانتخابات البلديّة من المحرّمات، وهو الدّليل القاطع في ظلّ عدم إمكانيّة التّشريع خلال الفراغ الرّئاسي؛ على وجود نيّة لتأجيل الانتخابات وإبقاء القديم على قدمه".

على صعيد آخر، أكّد ياسين أنّ "رئيس "التيار الوطني الحر" النّائب جبران باسيل يسعى بعد انشطار التّحالف بينه وبين "حزب الله"، وإيجاد نفسه في عزلة سياسيّة، إلى ركوب موجة المعارضة، من خلال تسويق نفسه على أنّه الملاك الحارس للسّيادة وللشّفافيّة، أكان في تطبيق الدستور والقوانين أم في عمليّة الإنفاق"، مشدّدًا على أنّ "أبواب المعارضة مقفَلة أمام كلّ من ساهم في قمع الثّورة والثّوار، وفي انهيار البلاد من أجل أطماعه السّياسيّة، ولمصالحه الشّخصيّة والخاصّة".