تؤثّر قضية ​النزوح السوري​ بشكل كبير على الوضع العام في البلاد، فاليوم في ظلّ الأوضاع الإقتصادية الصعبة وارتفاع سعر صرف ​الدولار​ مقابل ​الليرة​ وازدياد نسبة الفقر بشكل كبير، يبقى الوجود السوري عبئاً يثقل كاهل اللبنانيين بشكل كبير لناحية المعيشة والطبابة وغيرها...

والأخطر من هذا كلّه ما انتشر مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي عن محاولة إعطاء سوريين هويات خاصة للبنانيين في عكار تحديداً، هذا الأمر ليس سهلاً بالنسبة لأيّ لبناني يفكّر في الموضوع، فاليوم "بالسلبطة" و"بالتزوير" سيصبح النازح السوري بديلاً عن اللبناني في لبنان. فتخيّلوا مثلاً أن النازح السوري يحصل على هويات لبنانية مزوّرة.

لا يخفي محافظ عكار ​عماد لبكي​ أن "هذه الحادثة حصلت فعلاً ولكن ليس اليوم بل في العام 2017"، لافتا الى أنه "إنتشرت وقتذاك أوراق تظهر هويات للبنانيين أُزيلت عنها صورة الشخص ووضع مكانها صورة النازح السوري وتم التحقق من الموضوع وتبيّن أن أحد المخاتير قام بالأمر مقابل مبالغ ماليّة وتمّ إيقافه في حينه"، مؤكدا أنه "منذ ذلك الحين لم تحصل أيّ حادثة مشابهة، ولكن مؤخراً تفاجأنا أن الحملة أعيد تكرارها على وسائل التواصل الاجتماعي وكأنها حاصلة اليوم وقمنا بالاتصال بجميع مأموري النفوس للتأكد من المسألة وتبين أنها غير صحيحة، الى أن أتت "حركة الارض" وهي تؤكد أن الأمر حصل وطلبنا منها أن تزودنا بكافة المعلومات التي لديها وحتى الساعة لم يحصل أي شيء".

يضيف عماد لبكي: "نتابع الموضوع بكافة تفاصيله وفي كل ما قمنا به تبين أن ما انتشر هو حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لمزيد من الحرص أدعو أيّ شخص يملك أي معلومة في هذا الصدد الى التواصل معي شخصياً وأنا مستعدّ للسير بها حتى النهاية لأن هذا بلدنا ويجب أن نحافظ عليه وعلى أهله.

ليس سهلاً ما تمرّ به قرى ​قضاء عكار​ وغيرها من البلدات التي تئن تحت وطأة النزوح السوري بشكل كبير، واللافت أن الدولة فيها غائبة بشكل كامل مقابل سيطرة الجمعيات على الأرض بشكل كبير عبر دفع "الفريش" دولار للنازحين بكل شيء بالطبابة والمأكل أي السوبرماركت وغيرها في حين أن اللبناني عاجز عن تأمين الطعام أو الدخول الى المستشفى، فكيف الحال لو أن التزوير يحصل؟.

نعم هذا واقع مرير يعيشه قضاء الشمال وتحديدا القرى المحرومة فيه وأبرزها قرى عكارية أهلها مصابون بداء الفقر المدقع، يعيشون فقط على واقع أن النازح السوري يأخذ مكانهم ويحصل على حقوقهم، وتغيب الدولة هناك وتحل محلها الجمعيات التي تعطي السوري الأولويّة في كل شيء، في حين أن اللبناني أصبح لاجئاً في بلده.