نقلت صحيفة "الاخبار" عن مصادر مالية تأكيدها إن مسؤولاً كبيراً في وزارة الخزانة الأميركية قال أمام زوار لبنانيين إن الإدارة الأميركية لم تتورّط كثيراً في ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان، وإنه بمعزل عن الشخصية التي ترتاح لها في هذا الموقع، إلا أن اهتمامها يتركز على أمرين: الأول يتعلق بمنصب قائد الجيش ومن يتولاه سواء وصل العماد جوزيف عون إلى بعبدا أم لم يصل، إذ تريد واشنطن الحفاظ على الواقع الحالي للمؤسسة العسكرية الذي ترعاه بشكل خاص. أما الأمر الثاني فيتعلق بالنظام المالي والنقدي في لبنان، بما في ذلك هوية الحاكم الجديد لمصرف لبنان وصلاحياته. ولفت المسؤول إلى أن واشنطن تفترض أن التجربة دلت على وجوب إدخال تعديلات جوهرية على قانون النقد والتسليف بحيث لا يترك الحاكم مطلق الصلاحيات وتكون هيئات الرقابة أكثر استقلالية.

وفي سياق منفصل، نقل مقربون عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عنه أنه بات يائساً من إمكانية إحداث إصلاحات كبيرة، لأن الخلافات بين القوى السياسية على الانتخابات الرئاسية ليست هي الأهم، وأن الخلافات الأكبر هي على بناء الدولة أكبر. ويقول ميقاتي إنه بذل قصارى جهوده، وإنه يدرك أن هناك افرقاء داخلية كثيرة لا تريد أن يكون له دور في السلطة في المرحلة المقبلة. وهو أسرّ بأنه تبلّغ من السعودية، بطريقة صريحة، أنها تعارض عودته إلى رئاسة الحكومة، وأن الحملات التي يتعرض لها في لبنان وخارجه تجعله يفكر جدياً بمغادرة لبنان ووقف أي استثمار فيه بعد انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.