عزّت العديد من الشخصيات المحلية بوفاة الوزير السّابق والكاتب سجعان قزي، والذي توفي عن 71 عامًا، بعد صراع مع المرض.

بدوره، نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي قزي، فقال: يغيب سجعان قزي وهو في عز العطاء، وقمة الحيوية السياسية، والتألق الفكري والثقافي، ويغيب معه القلم -المبضع، واللغة الراقية المطواع تنساب سلسة إلى العقول والآذان وتنطبع في القلب قبسا من جمالية الأسلوب، يصوغ بها مواقفه الوطنية والسياسية والاجتماعية. فهو الصحافي،الاعلامي المغزار يطل على الكلمة من مشارف الإبداع. حاد الذكاء. لاذع من دون أن يخلع عنه ثوب الدعابة. صاحب الوقفة والموقف".

ولفت إلى أنّه "سقط. مدويا كان سقوطه. هذا الذي أدمن الانتصار على من سعى إلى هزيمته . هزمه المرض اللعين، فلم يقاومه وهو المقاوم ابن المقاوم. سجعان قزي الذي ابكيه، كما يبكيه الزملاء الذين عرفوه منذ مطالع سبعينيات القرن الغابر، كان مزدوج الولاء الحزبي: حزب الكتائب، وحزب الصحافة. استقال من الاول من دون أن يتنكر لتاريخه النضالي فيه، فيما ظل احد حراس صاحبة الجلالة يرعاها، ويذود عن حياضها. في الكتائب، والقوات اللبنانية كان الصحافي والسياسي في آن، وفي الوزارة تساوت لديه مسؤولياته الحكومية مع ميله الغريزي إلى المهنة التي احبها واحبته، وكانت جواز مروره إلى النجاحات التي حفل بها سجل حياته الضاجة بالمبادرات والحركة. حضور طاغ،يرفض أن يكون صفرا على شمال دنياه. "نمرود"، صارم على طيبة قلب، وحس إنساني يتمثل في حب الخدمة، ومساعدة آلاخر وإن لم يقاسمه قناعته السياسية".

وأشار القصيفي، إلى أنّ "في يوم رحيله استذكره رفيق دراسة ودرب وزميل مهنة، واخا وصديقا منذ عهد الطفولة. لقد بكر في الرحيل، لأنه كان يليق بالحياة وهي تليق به، في وطن لا يزال في مسيس الحاجة إلى أمثاله ممن يجمعون الرأي إلى شجاعة الشجعان. إن اهل الصحافة والاعلام فقدوا واحدا من فرسانهم، وعضدا لهم ونصيرا.وهم يذرفون على فقده دمعة يتمازج فيها الألم والتسليم بقضاء الله وقدره بالحسرة على غيابه ، وانطفاء سراج عمره".

وأكّد أنّ "باسم نقابة محرري الصحافة اللبنانية، ومجلسها وباسمي، واسم كل صحافي واعلامي، نرفع الصلاة لكي يتغمد الله سجعان قزي برحمته، ويسكنه فسيح جناته، وهو الذي كان يشغل في قلوبهم مكانة لا تتزحزح. فمن كان بمثل هامته وعمق حضوره ومضاء عزيمته وثبات موقفه، وشديد اندفاعه،ونقاء طويته، لا يغنم منه الموت الا حفنة تراب، اما ذكره فسيبقى حيا ابد الدهر".

من جانبه، ذكر عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب أكرم شهيب، أنّه "اختلفت مع ‎سجعان قزي أم توافقت معه، لا يمكنك إلا أن تشعر بالحزن لغياب قامة سياسية مارست قناعاتها بكل صدق. تزاملت معه في الحكومة فكان صريحاً في مواقفه وجريئاً في معارضته. رحم الله سجعان وأسكنه فسيح جناته وأحر التعازي لعائلته".

إلى ذلك، أشار النائب نديم الجميل، إلى أنّ "في 23 آب 2022، اتصلت بسجعان قزي لاسأله عن سبب غيابه عن ذكرى انتخاب بشير، هو الذي لم يغب مرة عن مناسبة تعنى ببشير، فاخبرني انه علم يومها انه مصاب بالسرطان. خسرت العائلة صديقًا محبًا، وخسر لبنان مقاومًا مفكّرًا. رفيقي سجعان السلام لروحك، نم قرير العين الى جانب بشير ورفاقنا الشهداء".

بدوره، ذكر رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، أنّه "كان لسجعان قزي صداقات مع الجميع، لم يحدد موقفه السياسي طبيعة صداقاته. مثقف، عاقل، ودود، قاتل من أجل قناعاته".

وأشار النائب فؤاد مخزومي إلى أنّ "برحيل الوزير السابق سجعان قزي، نفقد وجهًا سياسيًا وحزبيًا ومفكرًا، له باع طويل في عالم الصحافة اللبنانية. الرحمة لروحه وأحر التعازي لعائلته ومحبيه".

إلى ذلك، لفت النائب كميل دوري شمعون إلى "أننا تلقّينا ببالغ الحزن نبأ غياب الوزير السابق سجعان قزي، نفتقد فيه وجهَ الصحافي والسياسي الذي ناضل من أجل سيادة لبنان وهويته. باسم حزب الوطنيين الاحرار اتقدم من حزب الكتائب اللبنانية، ومن عائلته، بصادق التعازي".

من جهته، نعى الرئيس السابق ميشال سليمان، سجعان قزي، وقال في بيان: "يخسر لبنان اليوم قامة عصامية، نضالية وفكرية كبيرة ويخسر الاعلام اللبناني علمًا من أعلامه، وعلى الصعيد الشخصي، أخسر صديقًا وفيًّا عرفته منذ زمن بعيد، وتعرفت إليه أكثر عند تعيينه وزيرًا في حكومة تمام سلام خلال ولايتي الرئاسية، حيث عاونني بإخلاص، وبعد نهاية الولاية وحيث طال الشغور، كان عضوًا فاعلًا في "اللقاء التشاوري" الذي أسسناه بالتنسيق الكامل مع فخامة الرئيس أمين الجميل".

وابرق عميد المجلس العام الماروني وديع الخازن إلى عائلة سجعان القزي معزيا. وقال في برقيته: "لشدة ما آلمنا أن نسمع خبرا صاعقا محزنا كالذي بلغنا بوفاة ركن من أركان السياسة في لبنان هو الوزير السابق الصديق سجعان القزي، الذي إتسمت شخصيته بالوفاء في السياسة، والعزة في النفس والدفاع عن لبنان بشراسة المدافع عن الكرامة التي تجسد ذروة المعايير الإنسانية والوطنية، على أن ما يعزينا هو الأثر الطيب الذي تركه الراحل الكبير في عارفيه وقادريه والإنجازات التي حققها لمنطقة كسروان-الفتوح ولوطنه. بغيابه سيفتقد عالم السياسة في لبنان ركنا أساسيا من أركانه".

إلى ذلك، نعى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في بيان، قزي، مشيرًا إلى "اننا تبلغنا بحزن وفاة سجعان قزي، وفي غيابه خسر لبنان مناضلاً كرّس حياته للدفاع عن القضية اللبنانية في حزب ‎الكتائب وفي صفوف المقاومة اللبنانية، وكاتباً حمل قضايا الوطن في قلمه. نتقدم من عائلته ورفاق نضاله بأحر التعازي ونسأل الله أن يتقبّله إلى جواره".

واعتبر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، أنّ لبنان خسر بوفاة الوزير السابق قزي "شخصية وطنية ومؤثرة واصبح وعنصرا اساسيا من عناصر تدعيم فكرة ورسالة العيش المشترك في لبنان"، مشيرًا إلى أنّه كان صوتا من اصوات الاعتدال والوطنية والحريص، على صيغة لبنان وتماسكه الوطني".

ونعى النائب السابق اميل رحمة سجعان قزي، حيث أشار إلى أنّه "صديقي سجعان قزي ارتحل إلى مكان أفضل. صارع المرض فغلبه، لكنه ظل أقوى من الموت بما خلف بفكره المتألق، وقلمه اللماح، وحضوره الطاغي. تنقل من خندق النضال شق طريقه وبلغ ما بلغ بعصامية ابتناها بنفسه. فكان ما كانه في الشأنين الوطني والعام، فتى متميزا".

من جانبه، نعى رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم الوزير السابق قزي، ورأى في غيابه "خسارة وطنية، وثقافية، وفكرية للبنان- كل لبنان، وللطائفة المارونية".

ولفت إلى أنّه "خسرت الرابطة برحيله واحدا من وجوهها البارزة والمناضلة، والصحافة اللبنانية قلما رائعا، والمنابر خطيبا مفوها. وانا شخصيا خسرت صديقا ورفيق درب، تجمعنا روابط اخوة بين عائلتينا، ونتقاسم الانتساب إلى منطقة واحدة عملنا معا في خدمة قضاياها. رحم الله الراحل الكبير الذي اسرج خيل السفر وهو في ذروة عطائه، فيما البلاد بحاجة إلى أمثاله. فليهنأ له الرقاد صحبة الابرار، ولعائلته جميل الصبر والسلوان".