أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، الى ان "الطائفية كانت المرض الذي فتك بالأديان وشكّل اختباراً إلهياً لمدعي التديّن، ولم يكن هذا المرض بخافٍ على المخلصين من أبناء هذه الأمة"، معتبرا أنه "اذا لم نعمل على حلّ هذه المعضلة، فلن نستطيع التحرّر من سلطة هذا الاستكبار ونحقّق لأنفسنا وجوداً فاعلاً يؤدي رسالته الانسانية والاخلاقية ويساهم في بناء الحضارة العالمية، فهل يرتقي الاتفاق الإيراني السعودي إلى هذا المستوى الطموح ولو على مراحل مستغلاً الوضع الدولي الجديد ليتحول التحرّر من ضغوط العالم المستكبر، من عالم الامكان الى عالم الفعل ولمنعه من تخريب هذا الاتفاق، حيث بدأت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات عملية لإفشاله، ولنستفيد من التجارب التاريخية المريرة بالتخلي عن استخدام الطائفية في صراع المصالح الوطنية الضيقة".

ولفت في خطبة الجمعة، الى أن "هذا الهيكل الطائفي الذي كلما انهار بنيانه المُؤسسُ على شرف جرف طائفي هار انهار بنا في هذه الجهنم التي نحن فيها أعدنا البناء عليه اخرى لينهار بنا في جهنم أخرى من الفتن والجوع والمرض والاستحواذ على مقدّرات البلاد والعباد وادخال الطوائف بعضها ببعض، أليس فيكم رجل رشيد؟ بلى فيكم ولكن لا رأي لمن لا يطاع، فأنتم تدركون ان لا رأي الا بالتوافق، ومع ذلك تعلّلون رفض التوافق بشرط سحب السلاح لإعادة السيادة وكأنهم بنوا دولة وحققوا سيادة انتهكتها المقاومة، ألم تكن المقاومة بسبب انكم بنيتم وما زلتم تتمسكون به شكل دولة حقيقتها دول زعامات طائفية وسيادة لم تحموها وتعامل بعضكم على انتهاكها مع العدو؟ أفلا تستحون؟ واذا لم تستحِ فافترِ ما شئت، ثم تمتنعون عن الاستجابة للحوار لبحث كل ما تدعون".

وتوجّه للحكومة بالقول، "لماذا التأخر في إعادة التواصل مع الحكومة السورية بعد أن أعاد العرب العلاقات معها مع وجود مشكلات النازحين التي لا حلّ لها إلا بهذا التواصل، ووجود مصالح مشتركة مع الحاجة الماسة للبنان إلى سوريا، وقد رأيتم أن سوريا كانت أول من وقف لمساعدة لبنان وشعبه في مواجهة العدو الاسرائيلي وفي تحرير أرضه، فتذكّروا أننا في ايار على مقربة من عيد التحرير، ولكن الواضح أن الذي يحتاج إلى التحرير ليس الارض فقط، وانما الرؤوس التي لو كانت حرة لما كانت الجامعة اللبنانية وأساتذتها وطلابها والقطاع التعليمي والوظيفي يعانون الإهمال ولا يعطون حقهم من الاهتمام والرعاية".

في سياق منفصل، رحّب بـ"القرار الذي صدر عن وزراء خارجية دول الجامعة العربية، والذي قضى برفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، ونأمل اعادة الاعتبار للتضامن العربي لمواجهة التحديات التي تواجه العرب وأولها القضية الفلسطينية الذي يعدّ التضامن العربي العربي والعربي الإيراني كفيلاً بتحقيق الانتصار وتحرير الارض والمقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى".

ورأى إنّ "التهديد الصهيوني لبعض فصائل المقاومة ألا تنضم للرد على العدوان، وإلا سيستهدف بعض قادتها ليس إلا لزرع الفتنة بين فصائل المقاومة ولذلك يجب توجيه التحية لفصائل المقاومة كون الرد جاء مشتركاً وخيّبت ككل مرة آماله الخبيثة، ولا يجوز التعويل على تدخل ما يسمى بالوسطاء بغض النظر عن مبررات هذا الموقف الذي ليس له من وظيفة سوى حماية العدو من رد المقاومة، مع انه لا يتطلب الموقف دخول العرب في حرب معه، ولكن يكفي اتخاذهم قراراً بالدعم المادي لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني من ناحية وتسهيل وصول السلاح إلى المقاومة وتسخير الاعلام العربي ومنه اللبناني لخدمة هذه القضية التي هي خدمة للجميع وسيتكفل الفلسطينيون بالباقي".