تحت حجة تثبيت الطالب في ​المدارس الخاصة​، بدأت هذه المدارس، في ​النبطية​ ومنطقتها، استيفاء أقساط العام المقبل من أولياء الأمور ب​الدولار​، وهو ما يخالف القانون 515، الذي يجبرها على استيفاء أقساطها بالعملة اللبنانية، في ظل غياب كلي لأي رقابة من قبل ​وزارة التربية والتعليم العالي​، بينما يبرز نوع من التواطؤ بين إدارات المدارس وعدد من ​لجان الأهل​، التي لم تقل أي كلمة حول الزيادات العشوائية الحاصلة.

في هذا السياق، ضاعفت عدة مدارس أقساطها، عن العام الماضي، 3 مرات، ما دفع أولياء الأمور للاعتصام في حرمها، منها المدرسة الإنجيلية الوطنية، مطالبين بخفض الأقساط وتقاضيها بالليرة اللبنانية، في المقابل يشير أحد مدراء المدارس الخاصة، عبر "النشرة"، إلى أننا "لا نستطيع السير ب​العام الدراسي​ المقبل الا بدولرة الأقساط"، لافتاً إلى "وجود واجبات علينا تجاه المعلمين"، ويضيف: "نحن بصدد زيادة الرواتب لهم، لذلك كانت الأقساط بالدولار، ولا عودة عن ذلك، بالرغم من تفهمنا للوضع الصعب للأهالي".

في المقابل، تلفت مصادر تربوية، عبر "النشرة"، إلى أن المدارس الخاصة أجمعت على استيفاء القسط عن الطلاب بالدولار، وهي أبلغت أولياء الأمور بذلك منذ اليوم، بحجة تثبيت الطالب خوفاً من ألا يبقى مقعداً له، ما اضطر لعدد من الأهالي دفع كامل القسط، محسوماً عن كل طالب 50 دولارا مقابل ذلك، في حين أن عدداً من أولياء الأمور سارعوا إلى سحب أولادهم إلى المدرسة الرسمية، ما تسبب بضغط كبير في المنطقة التربوية، بسبب الحاجة إلى تصديق الإفادات التي تتطلبها عمليّة الإنتقال.

وبحسب هذه المصادر، فإنّ الحد الأدنى لقسط الطالب في المدارس الخاصة بالنبطية يبلغ 800 دولاراً، من دون ذكر الكتب والقرطاسية والزي المدرسي، اضافة الى بدل النقل الذي يمثل عبئاً حقيقياً على كاهل الأهل. حيث يلفت أحد المواطنين وهو رقيب في الجيش اللبناني إلى أنه سيعمل على نقل أولاده الثلاثة إلى المدرسة الرسمية، والأمر نفسه ستقوم به المواطنة مريم العبدالله، لا سيما أن راتب زوجها لا يتجاوز 6 ملايين ليرة.

في هذا الإطار، يوضح رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في محافظة النبطية حسين مغربل، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ كل نواحي الحياة باتت بالعملة الخضراء، بينما المواطن يتقاضى راتبه بالليرة، وتساءل عن "دور وزارة التربية من هذه المجزرة بحق الطلاب"؟ ولفت إلى أن "المواطن يحتاج إلى 60 مليون ليرة لكي يطعم عائلته مع دفع الضرائب، من دون التعليم".

بينما يشير رئيس رابطة أطباء الأسنان في محافظة النبطية عصام غزال، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنه في ظل هذه الأقساط المرتفعة بات العلم حكراً على الأغنياء والميسورين، وطالب "وزارة التربية ولجان الأهل في المدارس، بإجبار المدارس الخاصة على تقاضي الرسوم والأقساط بالعملة الوطنيّة".