أشار رئيس تيار "الكرامة" النائب فيصل كرامي في كلمة وجهها للبنانيين في ذكرى رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي، إلى أنّه "يوماً بعد يوم، وسنةً بعد سنة، يُعيد اللبنانيون اكتشاف رشيد كرامي عبر مواقِفه وأقوالِه ومُقاربتِه الرؤيويّة لأقدار هذا الوطن الصغير لبنان، وللتحدّيات الكبرى التي ستشهدُها الأمة العربية في مواجهة الاحتلال الصهيوني كما في مواجهة المؤامرات التي تستهدف وحدة واستقرار الدول العربية".

ولفت إلى "أننا بعد بعد سنوات الخراب أمام مُفترقٍ تاريخيّ يضعُنا كعربٍ وكلبنانيين أمام السؤال الكبير، هل سننجح باختيار الطريق الصحيح وتجنّب الطريق الخاطئ كي نستحقّ هذه الفرصة التاريخية؟".

وشدد كرامي، على أنّ "اللبنانيين هم من يحاصرون انفسهم عبر مخالفة الدستور مرارًا وتكرارًا وعدم تطبيق القوانين والاستخفاف والتحايل في ممارسة الديمقراطية، وهم من يحاصرون انفسهم عبر الاستيلاء على ودائعهم في المصارف في ابشع تواطؤ فاضح بين الدولة التي اقترضت هذه الودائع وبين القطاع المصرفي الذي حقق ارباحاً خيالية عبر الفوائد وكلفة الدين على مدى سنوات".

وذكر أنّ "اللبنانيين يحاصرون انفسهم عبر العناد والمكابرة واجهاض كل المحاولات لانتخاب رئيس للجمهورية، والاستمرار في هذا الفراغ المرعب بينما الناس تجوع وتهاجر والاستقرار الاجتماعي الهشّ يكاد يصل الى حدّ الانفجار الذي يقضي على الاخضر واليابس"، وهم من يحاصرون انفسهم عندما يتحوّل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى خط احمر محلي ودولي، في حين ان رجلاً في هذا المنصب الخطير تتوجّه له اتهامات في القضاء اللبناني والقضاء الفرنسي والقضاء الالماني من ابسط البديهيات ان يتوقف عن مباشرة عمله وصلاحياته، بانتظار صدور احكام القضاء".

إلى ذلك، لفت كرامي بالمناسبة إلى أنّه "من البشائر الواعِدة أيُّها الرشيد أنّ الدولة المزعومة إسرائيل فقدت أهمّ وظيفةٍ لها بفضلِ صمودِ الشعوب وانتصاراتِ المُقاومة في لبنان وفلسطين، نعم لقد فقدت إسرائيل الوظيفة التي أُنشِأت لتأديَتِها وهي الوظيفة العسكريّة، وها نحنُ نراها تبني جدران العزل العنصريّ وتُحاصِرُ نفسَها بنفسِها وتتخبّطُ في شتّى أنواعِ الأزماتِ"، و"هذه البشائرِ ايضاً تتقاطع بالنسبة الينا مع الحتميّةَ التاريخيّةَ والجغرافية وهي زوالُ إسرائيل حتماً، ولكنّ فُقدان هذه العِصابة الحاكمة في اسرائيل لوظيفَتِها العدوانية العسكرية سيجعلُها تنتقِلُ الى الوظيفة العدوانية الأمنية في لبنان وفي كل الدول العربية، سواء عبرَ إشعالِ الفِتن المتنوعة او عبرَ الاغتيالات او عبر دفع ادواتها الى افتعال ما يشبه الحروب الاهلية المتهورة. وهنا على اللبنانيين ان يعوا مخاطر الايام والاسابيع المقبلة، فعصابة بن غوريون ورفاقه المجرمين القتلة لن يستسلموا بسهولة، وسيحاولو احراق لبنان".