بتقدير خاص، قامت "المؤسَّسة ​الفاتيكان​يَّة جوزف راتزنغر-بنديكتوس السادس عشر"، بتصنيف أطروحة الدكتوراة للزميل الدكتور ​ناجي قزيلي​: "Thèse mémorable" ومعناه: "اطروحة مشهود لها ولا يطويها النسيان"، وحفظتها بالفرنسيَّة والإيطاليَّة والألمانيَّة، الى جانب 4 أطاريح لدكاترة من مختلف دول العالم تناولت شؤوناً لاهوتيَّة عامَّة، ولم تتعلَّق بفكر حبر أعظم معيَّن ولا بوطن معيَّن كأطروحة الزميل قزيلي.

وكان سبق للدكتور قزيلي ان قدَّم الى البابا بنديكتوس، في حاضرة الفاتيكان، خريف العام 2008، النسخة الأولى من أطروحته الفلسفيَّة بالفرنسيَّة: "قراءة فلسفيَّة للبنان-الرسالة للبابا يوحنا-بولس الثاني، فينومينولوجيا وطن-مسيح"، قبل مناقشتها في كليَّة الفلسفة والعلوم الإنسانيَّة في جامعة الروح القدس-الكلسيك، في كانون الثاني 2010، امام لجنة ترأسها النائب البطريركيّ على أبرشيَّة صربا المارونيَّة ​المطران بولس روحانا​، بحضور السفير البابوي في لبنان آنذاك المونسنيور ​غابريل كاتشيا​. وقد نالت يومها الأطروحة درجة "مشرِّف جداً".

وكان البابا الراحل بنيدكتوس السادس عشر بعث برسالة الى الدكتور قزيلي، مهنِّئاً في حينه، وجاء في رسالته: "أرفع اليكم أحَّر الأمنيات والتهاني، طالباً من الرب أن يملأكم من فرحه، الذي يهب الوجود الإنساني ملء الرجاء. ليشعَّ نور المسيح في قلبكم، لكيما تشهدوا دائماً وأكثر فأكثر لمحبَّة الله لجميع البشر."

وختم رسالته قائلاً: "من الواجب أن يساهم عملكم هذا في إرساء المصالحة في لبنان... وهو عمل ممتاز"، داعياً الى نشر الأطروحة في أسرع وقت. الأمر الذي تحقَّق، بإشراف دار النشر الفاتيكانيَّة وإصدار مطابع الكريم الحديثة في لبنان، ضمن سلسلة: "الأولويَّة لله"، وهو شعار إعتمده وعاشه البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر، طوال حياته.

وقدَّم الدكتور قزيلي نسخة الإصدار الأوَّل للأطروحة الى ​البابا فرنسيس​ في الكرسي الرسولي، والذي كتب له: "أشكركم على مبادرتكم هذه وعلى قربكم الروحيِّ مني. وكما قلت في عظة قدَّاس بدء رسالتي الحبريَّة: إنَّ المسيح هو محور الدعوة المسيحيَّة... ونحن إن سلَّمناه حياتنا، إنَّما نحفظ به الآخرين، كما نحفظ الخليقة بأسرها. بهذا التشجيع من قبلي أهنِّئكم على أطروحتكم، والى المزيد".