احيت مؤسسة الشيخ محمد يعقوب للتنمية ومطرانية جبل لبنان للسريان الارثوذكس الذكرى ال45 لاختطاف السيد موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين، في لقاء في كاتدرائية مار يعقوب للسريان الارثوذكس في السبتية تحت شعار "ضوء لا يخبو".

في هذا الاطار، اشار مستشار المجمع المقدس للسريان الأرثوذكسي مطران جبل لبنان وطرابلس مارثافيلوس جورج صليبا، الى ان "من الذين أحبوا الإمام الصدر الشيخ محمد يعقوب، كان مقرّباً إليه عزيزاً على قلبه لصفات مشتركة جمعت بين الرجلين، كما كان رفيق دربه في لبنان وفي رحلة الاختطاف الى ليبيا. إن الشيطان هو عدو الخير ويقول عنه السيد المسيح: "إن الشيطان منذ البدء كان عدو الإنسان بل قتّالاً للناس"، مستنكرا "ما جرى له في ليبيا ونحن اليوم متضامنون مع كل من تأثر لغيابه وعدم عودته وندين المجرمين وكشف الحقيقة".

من جهته، رأى مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، في كلمة ابرشية صيدا المارونية نيابة عن المطران مارون العمار، ان "الظلم لا يفرّق بين دينٍ وآخر، ولا يرحمُ رجالَ الإيمانِ والفكرِ والتواصلِ والكرمِ والسلام. الظلمُ يخبِطُ دون تمييزٍ ليَلتَهِمَ العدالةَ في المحاكمِ ويقضيَ على المساواةِ في القوانينِ والشرائعِ والدساتير، ويشوِّه المحبةَ في قلوبِ البشر. يعملُ الظلمُ حتى ينتصرَ القويُّ على الضعيف، ويأكلَ الغنيُّ مالَ الفقير، ويستبدَّ الجاهلُ بأهلِ العلمِ والمعرفة".

وأكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ محمد يونس، "مزايا الشيخ يعقوب وأهمية جهاده في تأسيس المقاومة وتلا نص من كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وكلمة رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين اللذين تضمنهما الكتاب ومما جاء فيهما: "الحديث عن الشيخ محمد يعقوب العالم المجاهد المظلوم والمعطاء "أعاده الله إلينا سالما" يعني الحديث عن الانسان أولا، والقضية التي آمن بها ثانيا، والوفاء والتضحية لتحقيق الاهداف السامية ثالثا. فهو الطالب الشاب المتحفز والمتوقد. إن نهج الامام موسى الصدر، نهج المقاومة، نهج العدالة والحق في لبنان واجه ظلما وغطرسة من قبل هذا العدو الصهيوني الذي كان يعلم إذا قدر لهذا النهج أن يقوى ويصبح مقاومة كبيرة، فأن كل مشاريعه ليس في لبنان سوف تسقط وتنهار، بل في كل المنطقة، ولذلك كنا نعتبر من الطبيعي أن يحارب هذا النهج ويواجه من العدو الاسرائيلي".

وذكر "إذا لم نتمكن اليوم نتيجة أسباب كثيرة، أن نستعيد الامام موسى الصدر فيعود إلينا شخصاً، من لحم ودم وروح وقلب، إلا أن فكره ومدرسته ونهجه، هي التي بقيت حاضراً فينا، وهي التي أعطتنا القوة والعزم في المقاومة، وفي الوقوف بوجه كل الظالمين والمعتدين، حتى المقاومة اليوم، ليست طريقا وحسب بل هي خيار ونهج كامل ليس للبنان فقط بل للأمة العربية والاسلامية كلّها. ولأن هذا الطريق هو طريق الاستقامة كان السجن والاعتقال والاختطاف ظناً من هؤلاء أنه بأمكانهم أن يلغوا القضية وينتهي كل شيء وإذا بهذه القضية تزداد قوة وعطاء وتوهجا".

بدوره، اعتبر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى، الشيخ سامي عبد الخالق، أن "يكفيه أجراً أنه مظلوم، ويكفيه فخراً أنه رافق الإمام موسى الصَّدر ولازمه، وأنه غُيِّبَ ورفيقه معه، ويكفيه عزّاً أنه كان مثله مدافعاً عن حقوق المستضعفين، مجاهداً في سبيل ردع الظلم وإعلاء صوت الحقّ، متجشّماً مخاطر الجهاد والسِّباق لحفظ الدين وصون كرامة الإنسان والذود عن الوطن".

وفي الختام اشار راعي الاحتفال ورئيس حركة النهج، النجل الاكبر للشيخ المغيب محمد يعقوب، النائب السابق حسن يعقوب كلمة، الى ان "قضية ونهج الوالد والامام هما الضوء الذي ينير دربنا، فنحن ابناء النور لا يخبو ضوؤنا ولا ينطفئ".