أطلق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الوثيقة التأسيسية للمسار السينودسي "دعوة المرأة ورسالتها في تدبير الله وحياة الكنيسة والمجتمع"، التي أعدّها مكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركية في بكركي، وذلك في احتفال حاشد أقيم صباح يوم السبت 9 أيلول في كنيسة القيامة في الصرح البطريركي في بكركي، حضره جمع من القيادات الروحية والمدنية والرسمية وهيئات نسائية وكشفية من مختلف الأبرشيات في لبنان والخليج العربي والكويت وسوريا والأردن.

وافتتح الإحتفال بصلاة البدء مع البطريرك الراعي، وألقى كلمة استندت إلى إنجيل يوحنا 4/ 6-7 و 9-10 وحوار السيّد المسيح مع السامرية، حيث شدّد فيها على "الدور الذي منحه الله للمرأة في الحوار وقول الحقيقة"، مشيرًا إلى أنّ "هذا ما يتطلب شجاعة وإقرارًا بالواقع ولو كان مكلفًا".

ولفت الراعي إلى "جواب يسوع أنّ العبادة الحقيقة ليست بالمكان بل هي بالروح والحق"، موضحًا أنّ "هذه المرأة هي مثال لكلّ امرأة في كلّ مراحل الحياة من رافضة، عدوّة، مشكّكة، هازئة إلى رسولة!".

بدورها، ألقت منسّقة مكتب راعوية المرأة في الدائرة البطريركيّة ميرنا عبّود المزوق كلمة استهلّتها بشرح تاريخي واستراتيجي للمسار الذي أنتج هذه الوثيقة ببركة غبطة البطريرك الراعي، وبالتعاون مع الأبرشيات والرعايا ولجنة خبراء مسكونيّة خاصة توّلت مهمة معالجة محتوى الإستمارات التي وردت من الرعايا، وكتابة نصّ الوثيقة في صيغته النهائية.

وشرحت المزّوق مكوّنات ومحتوى الوثيقة في السياسات والتوجهات، حيث ذكرت أنه "تتوخى هذه الوثيقة وضع بعض السياسات والتوجهات العامة وتقديم عدد من التوصيات العملانية كإجابة على التحدّيات التي تطرحها الوثيقة مدعومة بالثوابت الكتابيّة من الكتاب المقدّس والأنتروبولوجيا اللاهوتيّة. وهي تحت أربعة عناوين:

1- نحو تغيير لواقع المرأة في الكنيسة والمجتمع.

2- المواهب والخِدَم الكنسية.

3- قوانين الأحوال الشخصيّة والمحاكم الروحيّة.

4- المرأة في الكنيسة والمجتمع والشأن العام.

وأوضحت المزوق أنّه من "هنا تبرز أهم التوجهات وهي إطلاق ورشة تفكيريّة في دعوة المرأة وتعزيز ثقافة الإصغاء والحوار، دراسة معمّقة لاعادة اكتشاف التقليد واللاهوت الشرقيّين المتصلين بشماسيّة النساء، تشجيع المرأة على الدراسة اللاهوتية، الحضّ على إشراك المرأة في قيادة الكنيسة وإدارتها عبر تدعيم حضورها في عملية صنع القرار، تعديل كل ما ينقص من حقوق النساء في قانون الأحوال الشخصيّة في كنيستنا المارونية، تفعيل انخراط المرأة في المحاكم الروحيّة، مرافقة المرأة المتقاضيّة عبر إنشاء هيئة خاصة في المحكمة لهذا الشأن، والمساهمة بفاعلية في ورشة شأن المرأة وحماية حقوقها التي يخوضها المجتمع منذ سنوات".

ولفتت المزوق إلى "أننا كمكتب راعوية المرأة في البطريركية المارونية نتعهّد برسم خطة استراتيجيّة تهدف إلى تنفيذ توجيهات هذه الوثيقة، ونكِلُ رسالتنا إلى أمنا مريم العذراء والدة الإله، سيّدة لبنان التي نحتفل بعيدها".

في الختامـ سلّم البطريرك الراعي والمزوق الوثيقة إلى عدد من المسؤولين الكنسيّين والمدنيّين ومنسّقات الأبرشيات في راعوية المرأة والإعلام الكنسي ومؤسّسة "أنت أخي"، لتكون بداية مسار جديد في مسيرة التنفيذ والتغيير في واقع دور المرأة وحضورها الفاعل في الكنيسة.