أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن اتفاق إطلاق سراح السجناء الإيرانيين يشير إلى اتجاه جديد في الدبلوماسية الغربية، لافتة إلى أنه بعد وقت قصير من إطلاق سراحها، لاحظت السجينة السياسية الإيرانية السابقة، نازانين زغاري راتكليف، أن الحرية لا تكتمل أبدًا، لأن المفرج عنهم يتذكرون دائمًا أولئك الذين تركوا وراءهم.

وأوضحت أنه على النقيض من ذلك، فإنه عندما يصل خمسة أميركيين تم إطلاق سراحهم من الأسر الإيراني إلى قطر في طريق عودتهم إلى عائلاتهم، سيكون المزاج العام مبهجًا وعاطفيًا، وعلى النقيض أيضا من إطلاق سراح زغاري راتكليف، فإن العملية الدبلوماسية المطولة التي أدت لإطلاق الرهائن الأميركيين كانت معقدة ومحفوفة بالحسابات.

ولفتت إلى أن العلاقات الإيرانية الأميركية تشهد تغيراً مستمراً، حيث تتجه تيارات في اتجاهات مختلفة، بعضها نحو المواجهة والبعض الآخر نحو تهدئة التوترات، موضحة أنه لم يكن من الواضح منذ أشهر ما إذا كانت إدارة جو بايدن تفضل خيارًا واحدًا على الآخر، أو تفضل الوضع الراهن بالفعل.

وأشارت إلى أنه عند اتخاذ قرار بالإفراج عن ستة مليارات دولار من عائدات النفط الإيرانية المجمدة في حساب مصرفي كوري جنوبي بسبب العقوبات الأميركية، أعطى الرئيس الأميركي الأولوية لتأمين إطلاق سراح الخمسة، الذين ظل بعضهم في السجن لمدة عشرة أعوام، معتبرة أن ذلك يعد بمثابة تقدير للحملات العامة التي تطالب بالإفراج عنهم، ولكنه قد يشير أيضًا إلى اتجاه جديد في الدبلوماسية الغربية تجاه إيران.

ورأت الصحيفة أن بايدن قام بمخاطرة مزدوجة، فهو يواجه انتقادات من الجمهوريين الذين يقولون إن الاتفاق سيشجع على المزيد من احتجاز الرهائن, كما يواجه أيضاً انتقادات من مصادر أقل حزبية، فقد تم إبرام الصفقة في وقت كان فيه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يبيع طائرات بدون طيار إيرانية الصنع إلى روسيا لمهاجمة المدن الأوكرانية.