أشار الأمين العام لـ"​حزب الله​" الشيخ نعيم قاسم، خلال كلمته في حفل تأبين القائد في "حزب الله" علي كركي، الى أن "القائد الجهادي الحاج علي كركي هو من أبرز الذين شاركوا في تشكيل البنية العسكرية لحزب الله، وله دور بارز في التصدي للعدوان الاسرائيلي في لبنان خلال عدة مراحل".

ولفت قاسم، الى "كركي كان عضوًا في المجلس الجهادي في حزب الله ومعاونا جهاديا للسيد حسن نصر الله منذ عام 2008، وكان من الصادقين الذين التزموا بخيارهم واختاروا المنهج الاسلامي المحمدي الأصيل".

وأما في الملف السياسي، أكد أن "المقاومة منعت خلال معركة أولي البأس من وصول اسرائيل إلى بيروت"، لافتاً الى أن "هذه المقاومة أنجزت تحرير لبنان عام 2000 ومنعت من أن يُحتل لبنان عام 2006 وأدت بقوتها ووجودها الى استقرار لبنان"، مضيفاً أن "هذه المقاومة عنوانها الأساسي التحرير وحماية لبنان من الاحتلال ومنع اسرائيل من الاستيطان ومنع الكيان الاسرائيلي من أن يسيطر على خيارات لبنان ومستقبل لبنان".

وقال "حزب الله نفّذ اتفاق وقف اطلاق النار بالكامل في جنوب نهر الليطاني والدولة اللبنانية نشرت الجيش حيث استطاعت"، مشدداً على أن "كل الدنيا تقول أن اسرائيل خرقت 3800 خرق، وخلال 8 أشهر العدوان الصهيوني مستمر".

وأضاف "نفّذنا كدولة لبنانية وحزب الله وكل المقاومين كل ما علينا من الاتفاق واسرائيل لم تنفذ شيئًا"، لافتاً الى أننا "لم نستطع أن نمنع إسرائيل من الاستمرار في العدوان لكن استطعنا أن نوقفها عند حد بالاتفاق الذي عقدته الدولة اللبنانية مع الكيان وأصبح لزامًا على إسرائيل أن تنسحب وتوقف عدوانها وهذا اتفاق تحت مسؤولية وعهدة الدولة".

وأردف قاسم "اليوم أميركا تطرح اتفاقًا جديدًا يعني كل الخروقات خلال 8 أشهر كأنها لم تكن، وهو يبرّئ اسرائيل من كل فترة العدوان السابقة"، مضيفاً "المبرر الوحيد في هذا العدوان نزع سلاح حزب الله لأنهم يريدون من نزعه طمأنة "الاسرائيلي وهو مطلب اسرائيلي".

وأشار الى أنه "تحت عنوان أمن اسرائيل لا تظل أي زاوية الاّ ويريدون تفتيشها واحتلالها وضربها"، سائلاً "لماذا تعتدي اسرائيل في سوريا وتشن الغارات في الوقت الذي لا يوجد فيه أي تهديد؟"، مؤكداً أن "اسرائيل توسعية وهي خطر حقيقي".

وقال "حتى التطبيع الآن مع بعض الدول العربية ستكتشفون أن هذا التطبيع خطوة من خطوات ضم المنطقة إلى إسرائيل"، معتبراً أن "التحريض على الفتنة والحاق لبنان بقوى اقليمية على الاقل إلحاقه مرحليًا بالشام هذا خطير".

وتابع "المبعوث الأميركي توم برّاك قال أن لبنان على وشك الانقراض اذا لم يسرع بالتغيير أي يقول تسليم لبنان لإسرائيل"، كاشفاً أن "هناك من يريد للبنان أن يتقسّم بين اسرائيل وسوريا"، مضيفاً "برّاك يحرّض الجيش اللبناني على نزع سلاح المقاومة بالقوة وإثارة حرب أهلية".

وقال "نحن كحزب الله وحركة أمل ومقاومة وكخط سيادي يريد استقلال لبنان ونؤمن بأن لبنان وطن نهائي للبنانيين ونخضع جميعًا للطائف ومندرجاته نشعر بأننا أمام تهديد وجودي للمقاومة وبيئتها وللبنان بكل طوائفه".

وأوضح أن "لبنان أمام مخاطر حقيقية وهي إسرائيل من الجنوب، والأدوات الداعشية على الحدود الشرقية، والطغيان الأميركي الذي يتحكم بلبنان"، مشدداً على أنه "بعد إزالة الخطر والتهديد الإسرائيلي نحن جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية لكن اليوم لن نتخلى عن قوتنا ونحن على جهوزية تامة للمواجهة الدفاعية".

وقال "لا تراهنوا على الرؤوساء الثلاثة فهم لديهم من الحكمة والتعاون لاخراج البلد من الوضع بطريقة صحيحة، ولا تراهنوا على الخلاف الشيعي الشيعي فبيئة المقاومة متماسكة وحزب الله وحركة أمل بينهما حلف استراتيجي".

وأشار قاسم، الى أننا "نعلم أن المواجهة مكلفة جدًا لكن الاستسلام لا يبقي لنا شيئًا لذلك اتعظوا مما يحصل في المنطقة وكل العالم".

وأضاف "انظروا ماذا يحدث في سوريا، في فلسطين حتى، حتى الكنيسة الكاثوليكية قُصِفت، وقبلها كنائس أخرى في غزة. انظروا ماذا يحصل من الذبح على الهوية من بعض المجموعات المتفلتة في سوريا، من جماعة داعش، حتى ولو أخذوا لبوسًا مختلفًا أو كان لهم عنوان مختلف، هذه الحوادث ليست حوادث عادية".

وتابع "إضافة إلى ذلك أقول لكم أكثر من هذا، اليوم، إذا كان هناك قرار، لا يحتاج وقتًا طويلًا ليأتوا الدواعش من شرق لبنان إلى لبنان بهجمات غير عادية، أي نحن اليوم أمام تهديد حقيقي إسرائيلي، وأذرع إسرائيل التي يمكن أن تُستخدم بطريقة أو بأخرى لذلك لبنان أمام تهديد وجودي، المقاومة أمام تهديد وجودي، وهذا أكبر خطر يُهدّد لبنان".

ولفت الى أننا "ماذا نفعل أمام الخطر؟ علينا أن نعرفه أولًا، وأن نصمد أمامه وأن نختار الوسائل والطرق المناسبة لصد هذا الخطر. نحن نعتبر أن صد هذا الخطر هو في بقاء قوة المقاومة، والتماسك بين الدولة والمقاومة، وتعاون كل الأطراف اللبنانيين على تمرير هذه المرحلة، بتطبيق إسرائيل للاتفاق والضغط على أمريكا وفرنسا والأمم المتحدة والرعاة، أن يخرجوا إسرائيل من لبنان وأن ينفذوا ما عليهم".

وأشار الى أنهم "يقولون إن الأميركيين يساعدوننا، بماذا ساعدنا الأميركي؟ وماذا أعطى للبنان؟ يعطينا مواعظ، يعطي الـNGOS من أجل الموضوع التثقيفي والتعبئة الإعلامية، يفرض عقوبات على أفراد ومؤسسات ونظام مصرفي، لا يبيعونا إلا كلامًا، حتى الاتفاق تنصّلوا منه. الأمريكيون لا يعملون لمصلحة لبنان، لا، كل ما تقوم به إسرائيل هو بالحقيقة هدف أمريكي أيضًا".

وأضاف "أنا أريد أن أقول لشركائنا في الوطن، المقصود بشركائنا في الوطن الجميع دون استثناء، الذين يؤيدوننا والذين لا يؤيدوننا، والذين لا يؤيدوننا أكثر، أقول لهم: اصبروا على حصرية السلاح - بحسب مفهومكم، أنتم عندكم مفهوم لحصرية السلاح، ونحن عندنا مفهوم آخر لحصرية السلاح - اصبروا، وانظروا كيف ساعدنا في انطلاقة البلد، والآن هذا السلاح لم يؤثّر نهائيًا ولا أي تأثير في انطلاقة البلد - إذا كان هناك تعثّر في انطلاقة البلد فبسبب الإدارة أو الأجانب أو الآخرين الذين لا يعاونون لبنان - في مقابل الخطر الكبير الذي لن يُبقي لبنان".

وختم قاسم قائلاً "ما دمنا على قيد الحياة، وما دام فينا نفس، لن تحقق إسرائيل أهدافها، هذا نستطيع أن نضمنه. لماذا؟ لأنه عندنا بيئة شعبية عظيمة جدًا، لم يحصل مثل هذه البيئة في التاريخ، هذه البيئة حاضرة للتضحية من أجل الكرامة والعزة واستقلال لبنان".