اعطانا الله كل ما يملك من اجل ان يجذبنا اليه، وارتضى ان يتجسد كإنسان ليرفعنا الى مصاف الالوهية، لكننا ترانا نزداد تمسكاً بحياتنا الارضية ونفهم محبته على انها ضعف، وننحو نحو وجهة القوة بدل وجهة المحبة. يستعجل الانسان نهايته ونهاية العالم، فالمسيح تحدث عن الموضوع وكشف لنا كيف نجيّر الوزنات التي اعطانا اياها لقوى الشر فنشكك الآخرين ونرتضي بأن نكون عبيداً لمن وضعناهم، بكامل حريتنا، متسلطين علينا ليملوا ما يشاؤون وننفذ ما يريدون، ليس بفعل المحبة، بل بفعل التبعية العمياء.
هذه هي نهاية الانسان، ولن يكون بحاجة الى نهاية العالم، فاختياره الابتعاد عن الطريق المؤدية الى الله، هي النهاية بحد ذاتها، وليس هناك من حاجة الى العرافين والمتنبئين والدجالين ليتوقعوا لنا النهاية، لاننا نكون قد صنعناها بأيدينا.