ذكرت مصادر متابعة مطّلعة عن قرب على مجريات الوضع الجنوبي والميداني لصحيفة "الجمهورية"، انه بعد قصف حزب الله لمواقع اسرائيلية في تلال كفرشوبا، جرت اتصالات دولية وعربية مع لبنان عبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمعرفة او فهم كيف سيتصرّف "حزب الله" حيال التطورات الميدانية والسياسية الجارية في غزة، وهل سيوسّع نطاق المعركة من غزة الى جنوب لبنان؟ لكن رَد الحزب كان انه من "المستحيل ابلاغ اي فريق محلي وخارجي عمّا يفكّر به الحزب وكيف سيتصرف في هذه المعركة المفتوحة مع اسرائيل لكنّ الحزب يتابع لحظة بلحظة سير المعركة في غزة ونتائجها ومسارها المستقبلي".

وأوضحت المصادر انّ تقديرات حزب الله تشير الى انّ المعركة الجارية في فلسطين ستطول قليلاً، والى ان اسرائيل "عاجزة عن أي فعل جوهري لتغيير المعادلة الجديدة التي حصلت بعد عملية طوفان غزة، لا في غزة ولا في لبنان، وما هي قادرة عليه فقط هو مزيد من الغارات والتدمير والقتل في غزة والضفة الغربية".

واضافت المصادر: "اما اذا فكّر الاسرائيلي بأي اجتياح بَرّي لغزة او اي عمل عسكري في لبنان، فهو سيأخذ بالاعتبار جداً وبشكل دقيق، اولاً انّ إمكانية تحقيق اي خرق ميداني على الارض في غزة هو امر صعب حسب المعطيات. وثانياً رد فعل الجبهة الداخلية المنهارة نتيجة انتشار جثث القتلى في المستوطنات والشوارع، وثالثاً واخيراً تَرقّبه لتحقيق مقولة وحدة ساحات قوى محور المقاومة الممتد من غزة الى لبنان وسوريا وربما الى دول اخرى".

واشارت المصادر الى ان قصف حزب الله امس للمواقع الاسرائيلية في تلال شبعا وكفرشوبا يؤكد مقولة وحدة الساحات، ما دفعَ اسرائيل الى الرد بقصف اماكن مفتوحة في التلال وخيمة المقاومة في محيط بلدة الغجر، والتي اعادت المقاومة بناءها خلال ساعات.

الى ذلك قالت اكدت مطلعة لـ"الجمهورية" ان قصف المقاومة لمواقع اسرائيلية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أربكَ الاسرائيليين ومَنعهم من الرد على اهداف محددة في المناطق اللبنانية المشمولة بالقرار 425 على طول خط الحدود من الناقورة وصولاً الى المزارع الخاضعة لخط قوات الاندوف العاملة في الجولان السوري.

من جهة اخرى، كشف معلومات لصحيفة "الأخبار" إن التنسيق بين قوى محور المقاومة توسّع خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأن قوى المقاومة في فلسطين أكّدت استمرار المعارك بين قواتها وقوات الاحتلال داخل المستوطنات، وأن مقاتليها لا يزالون ينتقلون إلى المواقع المستهدفة ويعودون منها، ويواصلون عمليات الأسر. وقالت المعلومات إن النقاش بين قوى المقاومة يتركّز على قراءة الموقف وتقدير حجم الفعل الإسرائيلي المرتقب، في ضوء إعلان اسرائيل أنها في حالة حرب، وسط عمليات حشد لكل قوات الاحتياط من جهة، وتصرف الجبهة الداخلية على أساس حالة الحرب، ووقف الأعمال والتعليم وإطلاق ورشة تدعيم لمراكز الإيواء والملاجئ في أكثر من منطقة.

وتابعت الصحيفة :"بحسب المعطيات، فإن قوى محور المقاومة وضعت سقفاً معيناً لما أسمته الخط الأحمر الذي يعرفه العدو، وأنه في حال تجاوزه تحت أي ظرف، فإن الجبهات ستشتعل وربما مرة واحدة. وهو ما يفرض على قوات الاحتلال وضع خطط تتجاوز ما بدأته بشأن مواجهة قطاع غزة، خصوصاً أن برنامج الجيش المعلن لم يظهر إذا كان مطابقاً للأهداف التي أعلنها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أول من أمس، لجهة تدمير قدرات المقاومة وقياداتها وتهجير سكان القطاع بحجة تجنيبهم الخسائر جرّاء العمليات الجنونية التي ينوي القيام بها".

ميدانياً، اكدت مصادر في حماس لـ"الأخبار" إنها عزّزت قواتها داخل منطقة غلاف غزة وزادت من عدد نقاط الاشتباك، ونفّذت وحدات النخبة عمليات وكمائن، أوقعت المزيد من الخسائر في صفوف العدو، وأن التعليمات صدرت بالاستعداد لاستمرار تمركز قواتها داخل المنطقة والوصول إلى مناطق جديدة ربطاً بمجريات الحرب. كما أن القصف الصاروخي سيتوسّع ليشمل منشآت حيوية للعدو مثل المطارات المدنية ومحطات القطار والكهرباء.