تفقد رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، راعي ابرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري ومفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي مستشفى الرئيس الياس الهراوي الحكومي في زحلة، حيث كان في استقبالهم رئيس مجلس الإدارة نقولا معكرون.
واكد الغزاوي اننا "سعداء ان نكون في زيارة هذا الصرح مع المطارنة لنؤكد المؤكد اننا ونقولا وجوزف والكادر الطبي والتمريضي والإداري في هذه المؤسسة الوطنية التي هي عمدة من أعمدة بقاعنا، ونحن في زحلة شاء الله ان يكون اسم هذه المؤسسة، لربما يستذكره الناس بعد قيامة لبنان بعد الحرب الأهلية من جديد وكان هذا الإسم الذي اطل على لبنان من بقاعنا ومن زحلة الرئيس الياس الهراوي، والذي سُمّي هذا المبنى باسمه حتى يبقى للبقاعيين ذكرى انه ترأس الدولة والجمهورية رجلٌ من بقاعنا".
واشار الى ان "عندما تكون هذه المؤسسات قائمة على اصولها، محتضنة من مجتمعها ومدعومة من وطنها تقوم هذه المؤسسات على ما بنيت من اجله. ونحن نعلم انه ان كان هناك ارادة في مكان ما لتفريغ الدولة من اداراتها فينبغي ان نقول ارادتنا وان نعمل ارادتنا. ارادتنا ان تبقى دولتنا وان تبقى مؤسسات دولتنا بكلّيتها، ومن المؤسسات التي تحتاجها الدولة ويحتاجها الوطن والمواطن، المؤسسات الإستشفائية وبخاصة الحكومية. نحن لا نلغي دور الخاص في لبنان ان كان تربوياً او استشفائياً او كان ثقافياً او اجتماعياً او رياضياً، فهذه المؤسسات الخاصة قامت لتكون رديفاً وقامت لتكون الى جانب مؤسسات الدولة وليست بديلاً عنها، لأن مؤسسات الدولة عندما يقف الإنسان على تربتها وعندما يكون الإنسان فيها يشعر انه بين يدي امه لأن الأم للجميع هي الدولة".
أضاف: "هنا اؤكد على اعادة فتح مستشفى بر الياس الذي هو رديف لهذا المستشفى الحكومي، وهي مشفى حكومي الآن مغلقة ابوابها ينبغي ان تفتح ابوابها. كذلك نؤكد على اننا صحيح في مشفى حكومي الآن ومشفى وطني، نحن نشكر المستشفيات الخاصة التي تستوعب ابناءنا وتكون الى جانب اهلنا في أزماتهم. حتى نخرج من ازمتنا، نحن متفقون مع اصحاب السيادة ومع كل من يريد للدولة ان تقوم، ان نبقى مع مؤسسات دولتنا بكلّيتها وان نبقى مع حاجات المواطنين، لذلك جئنا اليوم لنقف الى جانب المواطن، اما بيت تستطيع ان تداوي جراحك فيه فهو موجود هنا، وجئنا لنقف مع اهلنا ونقول ان مؤسسة بنتها دولتنا ينبغي ان تستمر ليس بالحد الأدنى انما بالحد المطلوب لأن نعمتين مغبون فيهما الكثير من الناس: الصحة والفراغ، وعندما يكون الإنسان صاحب صحة وصاحب جسد سليم يستطيع ان يعطي دولته بقدرات سليمة ويسلم الوطن، واذا سلم الوطن بمواطنيه سلم عقلنا وسلم هدفنا وسلمت ارادتنا".
بدوره، لفت المطران ابراهيم الى اننا "هنا اليوم لنؤكد على دور المؤسسات الحكومية وضرورة الحضور الدائم والفعّال لمؤسسات الدولة لكي يبقى لنا فكرة في عقولنا انها موجودة وان هناك دولة، وان هذه الدولة مصممة على متابعة رسالتها بالرغم من كل العقبات والصعوبات التي تبدأ من الخارج ومن الداخل ومن كل الجهات ونحن نعرف ان أحد اسباب تراجع مؤسسات الدولة هو الفساد الذي اصابها كما اصاب المؤسسات الخاصة ايضاً، وهذا الفساد أخّر رسالة المؤسسات السامية تجاه خدمة الإنسان كإنسان دون اي تفرقة. لأجل ذلك، نحن اتينا اليوم لنكون سنداً وعلامة ورمزاً لحضور الناس الفعّال الى جانب مؤسسات الدولة، وخيارهم هو الخيار الدائم بأن يكون لنا دولة قوية ذات سيادة، مستقلة في قرارها، دولة فعّالة تستطيع ان تمد يدها الإجتماعية والسياسية والأمنية وتحيط بكل الناس وتضمهم الى صدرها. فالمواطن من دون وطن والوطن من دون مواطن لا يساوون شيئاً".
وذكر اننا "نريد ان نؤكد على اهمية دور القطاع الصحي في لبنان الرسمي والخاص، وانا على رأس مؤسسة صحّية، هكذا شاء الله، واقوم بواجبي على قدر ما قدرني الله، واعرف مدى صعوبة هذه الرسالة وكمّ التحديات التي تقف في طريقنا وتواجهنا، لذلك نريد احياناً ان نفهم ما الذي يجعل هذه المؤسسات تستمر؟ وانا قد اكتشفت بأم العين وبالإختبار ان الجسم الطبي في لبنان والجسم التمريضي لا يعملون من اجل كسب رخيص لكنهم اختاروا ان يبقوا في مجال العطاء لأن لهم رسالة مميزة، وهذه الرسالة تجعل من الإنسان قادراً على ان يحافظ على كرامته، فالمرض والكرامة شيئان لا يتقاربان: اذا مرض الإنسان ولم يكن له اي امل بالشفاء فإن الكرامة ايضاً تُهان، لذلك انتم حافظتم على كرامة الناس في هذه المنطقة، في زحلة وفي بقاعنا الغالي، هذه الكرامة هي الوطن الحقيقي للإنسان. أنا اينما كنت في هذا العالم وكرامتي معي فأنا ساكن فيها وهي ساكنة فيّ وهي وطني وانا مواطنها. لذلك، انا اتيت اليوم لكي نقول لكم نحن مجرد رمز وكأن البقاع كله معكم اليوم، بكل ما نمثل، نحن جالسون معكم الى هذه الطاولة لكي يكون هناك اشتباك ايجابي بين الإرادات الطيبة والقلوب المعطاءة.
اما الصوري راى ان "وجود هذه المؤسسة المباركة هو امر مهم جداً لأنها تساهم في الحفاظ على كرامة الإنسان في هذا البلد خاصة في هذه الظروف التي اصبح الإستشفاء فيها امراً صعباً للغاية ومكلفا جداً في ظل الإنهيار الإقتصادي والمالي. وما جرى في هذا البلد ان شعبنا كله اصبح منهوباً ولكن رغم ذلك نحن لدينا الإرادة للحياة. وجود هذا المستشفى ووجودكم ككوادر تعمل فيه، هو أكبر شهادة اننا كلبنانيين نستمد القوة من ايماننا بالله. نحن كلبنانيين شعب يبتغي الحياة ويرفض الموت. نحن كلبنانيين سنبقى رائدين رغم الصعوبات والضيقات التي حولنا، سنبقى رائدين في اعلاء شأن الإنسان والإهتمام به والحفاظ على كرامته".