يعدّ الـBuche de Noel من الحلويات الشائعة في زمن الميلاد، كما هناك عشاء "حبشة العيد"، حتى في الماضي عندما كان الإقتصاد أفضل وكان سعر صرف الدولار مقابل الليرة مستقراً لم يكن هذا النوع من الحلويات بسيطاً، فما بالنا به اليوم بعد جنون الدولار وغلاء الأسعار والمكونات؟.

يعود تاريخ صنع حبشة العيد والـBuche de Noel الى القرون الوسطى، ففي ذلك الوقت كان المسيحيون يجتمعون للإحتفال بأقصر أيام السنّة والبدء بأطولها... من هنا درجت العادة على صنع الحلوى المذكورة في هذه الفترة من السنة وتقدّم على المائدة في المنزل. ولصنعها نحتاج الى عجينة الجينواز والحشوة تتضمن Crème de Beurre. وينصح الشيف عماد عراوي عبر "النشرة" باستعمال Crème Chantier مع crème de beurre لتكون خفيفة، ويضيف: "من يريد يستطيع وضع كسر الجوز وكسر اللوز داخل العجينة لأنها تعطي طعمًا لذيذا، مع الاضافات كبرش الشوكولا أو الكسر منه ويُزيّن في النهاية"، لافتاً الى أن "كلفة صنع الـBuche في المنزل لعشرة أشخاص بطول حوالي الـ 25 cmتبلغ حوالي الـ12$ بينما إذا أردنا شراءه من الخارج فإن سعره يتراوح من 25$ الى 30$ أي السعر مضاعفاً".

هناك حلويات أخرى يمكن صنعها أو اللجوء الى شرائها في العيد وهي Maron Glacé. ويشرح عماد عراوي أن "سعرها هو من الأغلى في الأسواق وقد يصل سعر العلبة التي تتضمّن 200غرام الى حوالي الـ10$ وهي مصنوعة من الكستناء والقطر"، لافتا الى أن "نفس الكمية يُمكن صنعها في المنزل ولن تكلّف أكثر من 250 ألف ليرة فقط لا غير"، مشيراً الى أننا "ولتحضير Maron Glacé في المنزل نحتاج الى أن نغلي القطر ونتركه قليلاً على النار حتى يصبح لونه بنياً ومن ثمّ نضع الكستناء في القطر لمدّة عشر دقائق وبعدها وتضعها فيما بعد في مصفاة حتى يجفّ القطر فيها"، شارحاً أن "هذا النوع من الحلويات هو الأدسم .

قد يظنّ البعض أن الأزمة يُمكن أن تغيّر في عادات اللبنانيين والتقاليد التي يتبعونها، ولكن على مرّ السنين يظهر أكثر فأكثر أن اللبناني يرفض التخلي عنها، وهو يرفض أن يحتفل بالأعياد المجيدة الا على الأصول، أي بالطرق التقليدية، عبر اقامة مأدبة الغداء الذي يتضمّن "الحبشة" وغيرها من الأطايب، ولكن أيضاً وفي نفس الوقت سيلجأ ربما الى أصناف أخرى أقلّ كلفة من تلك التي كانت تعد سابقاً وبذلك يكون قد مزج بين الحالة الاقتصادية الصعبة وبين البقاء على العادات والتقاليد نفسها...

من هنا، تتجه الأنظار الى الارباح الطائلة التي تجنيها المطاعم ومحلات الحلويات نتيجة ارتفاع الاسعار دون وجود عامل اضافي يساهم في ذلك، خصوصا مع استقرار سعر صرف الدولار على 89 الف ليرة لفترة من الزمن.