أشار النّائب العام في الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة والرّئيس الفخري لجامعة الرّوح القدس- الكسليك الأب ​جورج حبيقة​، إلى أنّ "المسيرة الّتي بدأها ​مار مارون​، وصلت إلى جبل ​عنايا​ مع القديس العظيم شربل"، مشدّدًا على أنّ "الكنيسة المتنفضة سابقًا على الظّلم، مستمرّة في انتفاضتها الرّوحيّة العارمة".

ولفت، خلال ترؤّسه قدّاسًا احتفاليًّا بمناسبة ذكرى شفاء نهاد الشامي، في دير مار مارون - عنايا، إلى أنّ "أهمّ ما يستوقفنا في حياة شربل، ركّز عليه البطريرك القديس يوحنا بولس الثاني خلال تطويب ​مار شربل​، حين قال إنّ العناية الإلهيّة تقدّم لنا اليوم قدّيسًا من ​لبنان​، أتقن فنّ الصّمت".

وركّز الأب حبيقة إلى "أنّنا في حضارة الضّجيج والضّوضاء، وأتى ​القديس شربل​ ليدلّنا كيف يمكن أن نجعل من حياتنا مساحة صمت وإصغاء. وكم نحن بحاجة إلى مدرسة مار شربل، في ظلّ هذا الدّفق من الكلام والضّجيج والثّرثرة، لتعيدنا إلى مساحات الرّوح، ولنصغي إلى الله".

واعتبر أنّ "لبنان من دون مار شربل كان لبنان آخر، ولبنان مع مار شربل هو لبنان آخر"، ورأى أنّ "لبنان العصي على الموت، لن يسقط. هو بلد ثابت بنعمة الرّبّ، وكلّنا نعلم أنّ منذ 2000 سنة آلام وقلق وحروب، ولبنان مستمر، والوجود المسيحي الفاعل مستمرّ، لأنّ لدينا رسالة".

كما بيّن "أنّنا نعطي نكهةً جديدةً لهذا الشّرق التّائه، ونعلّم كيف نحبّ الآخر المختلف. ومسيرتنا في هذا الشّرق مستمرّة، حتّى نؤنسنه ونعطيه مساحات من الحرّيّة والرّوح"، مشيرًا إلى أنّ "الله موجود في كلّ مكان، لكنّ الإنسان ليس دائمًا حاضرًا أمام الله".