أكّد رئيس المجلس التّنفيذي في "​حزب الله​" السيّد ​هاشم صفي الدين​، "أنّنا لسنا المقاومة الّتي تنتظر أن يحدّد لها الأميركي وال​إسرائيل​ي مصيرها، فنحن هنا في جنوب ​لبنان​ وجبل عامل، وفي التّجربة العظيمة والنّموذجيّة الّتي قدّمناها على مستوى أمّتنا، لا يمكن أن ننتظر لا الرّئيس الأميركي ​جو بايدن​ ولا رئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​، ولا أيّ مجتمع دولي يدّعي أنّه حريص على مستقبل الشّعوب، أن يحدّدوا لنا مصيرنا".

وشدّد، خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" غي حسينية بلدة برج الشمالي، على "أنّنا نحن الّذين نحدّد مصير الجنوب والحدود ومستقبل هذا البلد على مستوى مواجهة العدو، الّذي لن نتركه يستفرد ب​غزة​ أو يستفرد بمقاومتنا في اللّاحق من الأيّام".

وأشار صفي الدين إلى أنّه "لو رضخنا لتهديدات الأميركي ودول الغرب والصّهاينة، لكنّا أعطيناهم فرصة الانقضاض علينا في ليلة من اللّيالي دون إنذار، ولأمكن لهؤلاء أن يباغتونا في أيّة لحظة"، مركّزًا على أنّه "في حال فشل أو نجح العدو في غزة، وهو لن ينجح، سيكون بحسب اعتقادهم أنّ جبهة لبنان هادئة ونائمة على زند الوعود الأميركيّة والغربيّة، كما يريد بعض اللّبنانيّين "البهسانين"، فيشنّون هجومًا على لبنان كي يحقّق نتانياهو انتصارًا كما يظن".

وأوضح أنّ "هذا موضوع له أهميّة كبرى، ويكشف لنا قيمة الدّماء وأهميّة الشّهداء وهذه الجبهة لتحصين البلد والانتصارات، ولتمنع الإسرائيلي من أن يفكّر بالهجوم على لبنان، وبالدّليل أنّهم ليسوا بوارد ذلك"، معتبرًا أنّ "كثرة الكلام والتّهديدات الإسرائيليّة الّتي نسمعها، هي دليل أنّه ليس لدى العدو برنامج وأنّه في حالة خوف، وعليه فإنّ الإسرائيلي لا يفكّر بالهجوم على لبنان عندما نكون أقوياء وقادرون على منعه ومواجهته وهزيمته. وهذا يعني أنّ الإعانة لأهل غزة بالرّغم من أنّها مطلوبة، إلّا أنّها إعانة لكلّ المقاومين في لبنان والمنطقة، وهي دفاع عن بلدنا".

كما تساءل: "لماذا يحقّ للأميركي أن يأتي ببوارجه ليدافع عن إسرائيل، مشروع الاستثمار الأعظم في ​الولايات المتحدة الأميركية​ وفي تاريخ أميركا، ولا يجوز ولا يحقّ لنا أن ندافع عن المقاومة الشّريفة والباسلة والمظلومة في ​فلسطين​؟". ورأى أنّ "الّذي لا يدافع عن فلسطين وعن مقاومتها، هو الّذي يجب أن يُسأل، ونحن نقوم بواجبنا الشّرعي والأخلاقي والإنساني والوطني، وهذا أيضًا من عناصر حماية بلدنا".

وسأل صفي الدّين: "لو لم تكن الجبهة في لبنان مؤثّرة إلى هذا الحدّ، فلماذا تأتي الوفود إلى لبنان، ويطالبون بوقف هذه الجبهة؟ وهذا أكبر دليل على أنّ الأميركي والإسرائيلي والغرب منزعجون ممّا يحصل على الجبهة في ​جنوب لبنان​، وهو مؤثّر وهام جدًّا، وهذا الّذي يجعل الأميركي والغربي والوفود يأتون إلى لبنان تباعًا من أجل أن يوقفوا هذه الجبهة"، مشدّدًا على أنّ "جوابنا واضح، أنّ هذه الجبهة لا تقف إلّا إذا توقّف العدوان على غزة".

وأكّد أنّه "لو لم تكن أميركا وإسرائيل والغرب منزعجين من المقاومة في العراق، ومن التدخّل الواضح والصّريح للأعزّاء في اليمن، لما احتاجوا إلى كلّ هذا التّهويل والولولة والخوف على التّجارة الدّوليّة في البحر الأحمر، وهذا يعني أنّ الإعانة لغزة كانت في مكانها وموقعها الصّحيح".