لعل أسمى ما يقدمه اإلنسان هو الشهادة حتى الموت.

وكتاب القديس حارث بن كعب ورفاقه النجرانيون يُعتبر أيقونة زاهية تشع في جيد الاستشهاد المسيحي، إذ بلغت معاناة حارث ورفاقه ذروة الشجاعة والمعاناة والبذل في سبيل الدين والعقيدة والمسيح.

وما من وسائل تعذيب، مهما بلغت ضراوتها تضاهي تلك التي استخدمها السفاح بو نؤاس في تعذيب قديسينا وما من رصاصة رحمة تنهي عذابه؟!

وهل أمر من أن يموت الانسان ببطء حرقًا؟!

فكتاب الشهيد القديس حارث ورفاقه نفض الغبار عن أشرس إبادة جماعية لمسيحيي نجران لم تبلغها الابادة في دياميس روما ونازية هتلر!

والذي يهّز حتى الصميم عنفوان الشهيد إبن الخمس سنوات يندفع إلى النار، ويحترق في خضمّها ويُعتبر مارد الاستشهاد المسيحي ومعلم العقيدة.

إنّ القارئ ليُذهل أمام مسكونية هؤلاء القديسين النجرانيين، إذ إن كل الطوائف تكرمهم وترفعهم على مذابحها!

أما عن أسلوب التأليف فأتت الترجمة إلى العربية غاية في الابداع، إذ أن المترجم الأب الياس المسيح الأنطوني المتملّك من عبقرية اللغتين اإلنكليزية والعربية، أتحفنا بترجمة رائعة على جزالة في التعبير وأمانة للفكرة والنص، واستخدام للتعابير الوضعية.

Termes techniques، وبلاغة في الأداء، حتى أتت ترجمته آية في الروعة، لدرجة أن القارئ يظن أن تأليف الكتاب كان بالعربية الخالصة ولم يُترجم إليها!.

فالدعوة ملحة الآن لنشر هذا المؤلّف عالميا لإطلاع القرّاء على تلك المجازر، وأمانة للتاريخ، وإبراز هذا التراث العالمي في الشهادة والتضحية بدم الأعناق خدمة للعقيدة والمسيح.