كشفت الحرب الاسرائيليّة على غزة، وبعدها ما يجري في الجنوب اللبناني هشاشة النظام الأمني السيبراني في لبنان، وحجم استباحة داتا اللبنانيين كاملة، وصولاً الى الإضاءة على حجم التجسس الذي يحصل بشكل يومي وفي كل منزل لبناني.

هذه الاستباحة الاسرائيليّة لكل خصوصيات الشعب اللبناني تُعتبر من أكبر وأخطر الانتهاكات للسيادة الوطنية، فالانتهاك لا يكون فقط بخرق بري في مكان ما على الحدود، ولا احتلال منطقة لبنانية كخراج بلدة الماري، أو طلعات جويّة في سماء لبنان، بل أيضاً بالتجسس الدائم والمستمر واليومي على اللبنانيين.

في كل موقع عسكري على الحدود في شمال اسرائيل أجهزة تنصت وتجسس متقدمة للغاية، قام حزب الله منذ 8 تشرين الأول الماضي باستهدافها بشكل دوري وتدميرها، علماً ان هذه الاجهزة بحسب مصادر مطلعة تقوم بالتجسس على كل مساحة لبنان، وصولاً الى سوريا أيضاً، كاشفة أن الاسرائيلي المتفوّق تكنولوجياً بأضعاف على كل دول المنطقة، يُحيط لبنان وسوريا بشكل كامل بأجهزة تجسس متقدمة، قادرة ليس فقط على خرق الخصوصيات بل التأثير بكل نظام إلكتروني في لبنان.

تُشير المصادر عبر "النشرة" الى أنّ القدرات الاسرائيلية الظاهرة حتى اليوم ظهرت بشكل واضح على التحكم بداتا اتصالات اللبنانيين الأرضيّة والخلويّة، فهو يملك كامل الداتا مع كل ما تضمّها من معلومات شخصية عن كل مالك هاتف، كما هي قادرة على خرق تطبيق الواتساب لأيّ رقم هاتف تُريده، وقد قامت بذلك في الفترة السابقة من خلال الدخول على برنامج المحادثات الشهير للبنانيين، وحظر أرقام من داخل الجهاز كما أنها قادرة على استعمال الهاتف كأداة تجسس من خلال الكاميرا والصوت، والموقع الجغرافي للشخص وملاحقته بشكل كامل، شرط أن يكون الهاتف مربوطاً بالانترنت، وهنا من يقول أن هناك إمكانية للخرق ولو لم يكن موصولاً بالإنترنت.

كما أن الاسرائيلي قادر على معرفة مكان تواجد صاحب الهاتف ولو لم يكن مربوطاً بالانترنت كلما أجرى مكالمة هاتفيّة، وتكشف المصادر أنّه أثبت قدرته على إجراء مكالمات هاتفية من أي رقم يُريده الى أي رقم يرغب به، دون أن يعلم مالك الرقم الحقيقي أن رقمه يُستخدم في هذه الأمور المشبوهة.

وتضيف المصادر عبر "النشرة": "كذلك ثبُت أن الاسرائيلي قادر على اختراق كاميرات المراقبة الموصولة بالانترنت بسهولة تامة، بحيث يصبح إرسالها في جعبته، يُراقب منها الطرقات والقرى في الجنوب وربما في غير الجنوب.

إن هذه الاستباحة الشاملة لكل خصوصيات اللبنانيين استكملت، ربما من الاسرائيلي وربما من غيره، من خلال اختراق شاشات الوصول والمغادرة في المطار في كانون الثاني الماضي، واختراق الصفحة الرئيسية لموقع مجلس النواب، والموقع الرسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية، وهذا ما عُرف، أما ما لم يُعرف فقد يكون متعلقاً بداتا اللبنانيين في النافعة، وهذه أمور سهلة ومتاحة لأنّ نظم الحماية المستعملة في لبنان قديمة وغير فعّالة، وأصابها الاهتراء اكثر منذ بداية الأزمة الاقتصاديّة حتى اليوم.

هذه المسألة ينبغي أن تكون اولوية لدى المعنيين بالأمن القومي في لبنان، فالعدو الاسرائيلي لم يكتف بهتكِ الأرض والجو والبحر، بل هتك كل ما هو خاص في حياة اللبنانيين.