أكّد النّائب ​إيهاب مطر​، أنّ "مصيبة ​لبنان​ مرتبطة بالقوى السّياسيّة اللّبنانيّة من أحزاب حاكمة وأفرقاء لا يضعون مصلحة لبنان كأولويّة، وهذه المصيبة تنعكس دائمًا على واقع لبنان واستحقاقاته ومنها استحقاق ​رئاسة الجمهورية​".

وذكّر، في حديث صحافي، بأنّ "الدستور حدّد بشكل واضح آليّة انتخاب رئيس، لكن لا يريدون تطبيقه، بل يريدون تمييع الاستحقاق ووضعه في بازارات البيع والشّراء، وكلّ جهة تريد رئيسًا يلبّي مصالحها الخاصّة أو أجندتها السّياسيّة، من دون أيّ اهتمام بواقع اللّبنانيّين؛ فهل تمّ انتخاب النّواب لتعطيل الاستحقاقات؟"، معتبرًا أنّه "ليس غريباً على القوى السّياسيّة هكذا تصرّفات، فسبق وشهدنا تعطيلًا للرّئاسة امتدّ سنتين ونصف السّنة، ونحن أمام سيناريو متكرِّر".

وبالنّسبة لحراك اللجنة الخماسية، أشار مطر إلى أنّ "عملها أشبه بوسيط بين اللّبنانيّين أنفسهم، وليست هي المخوّلة بتسمية رئيس أو انتخابه، فمهما تحرّكت الخماسيّة إذا ليس هناك من قرار داخلي بانتخاب رئيس فلا قيمة لكلّ المبادرات الخارجيّة؛ لأنّ أصل التّعطيل داخلي".

وشدّد على ضرورة أن "تُكمل اللّجنة عملها وتجتمع قريبًا، ليعود ويزورنا الموفد الفرنسي ​جان إيف لودريان​ كممثّل عنها، ويضعنا بعناوين الصّفات والمعايير وتحدّد بعدها جلسة، لكن رئيس مجلس النّواب نبيه بري يربط الجلسة بحوار هناك انقسام حوله، و"​حزب الله​" يربط الإستحقاق بأحداث ​غزة​، والمسيحيّون منقسمون"، مبيّنًا أنّ "لهذا لست متفائلًا بالوصول إلى انتخاب رئيس في مرحلة قريبة... ونتمنّى حصول معجزات تسرِّع في هذه العمليّة، لأنّ انتخاب الرّئيس واجب علينا".

كما لفت إلى أنّ "أحداث غزة والإجرام الإسرائيلي بوجه الفلسطينيّين واللّبنانيّين في ​الجنوب​، فرضت نفسها على المشهد في لبنان، لكن هذا لا يعني أن نترك استحقاقاتنا الدّاخليّة ونتفرّج، بل يجب تحصين الدّاخل من عدو غاشم، والانطلاق في رحلة الوحدة الوطنيّة عبر انتخاب رئيس".

ورأى مطر أنّ "مَن يعتبر أنّ الميدان سيحدِّد الرّابح والخاسر في لبنان، فهو يجري حسابات خاطئة، لأنّ مستقبل البلاد يُبنى وفق الدّستور وليس وفق ميدان الجبهات، فانتخاب الرّئيس يتمّ بالتّصويت السّرّي في المجلس، وليس بإطلاق الصّواريخ والنّار عند الحدود. لذا، نتابع أحداث غزة بشكل يومي ونتضامن مع أشقّائنا هناك، وعيننا على الجنوب متمنّين ألّا تتّسع الحرب، وأن يعود قرار السّلم والحرب إلى الدّولة وحدها عبر ​الجيش اللبناني​".

وبالنّسبة لحركة الموفدين، شدّد على أنّ "من الواضح هناك اهتمامًا دوليًّا وعربيًّا بأمن لبنان واستقراره، لمنع اتساع رقعة الحرب، وكلّ الموفدين ينقلون شعورهم بالخطر على لبنان ويطالبون بأمرَين، أوّلهما الإسراع في انتخاب رئيس ليكون للبنان إدارة تتمثّل بحكومة أصيلة، وثانيهما ضبط الحدود عبر ​القرار 1701​"، مشيرًا إلى أنّ "كلّ الموفدين ينقلون رسائلهم إلى "حزب الله"، بانتظار الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الّذي يحمل شكل التّسوية لوقف العمليات جنوبًا، والّتي ستتزامن مع بداية مفاوضات لوقف القتال في غزة".

وعمّا إذا كنّا على شفير حرب تستهدف لبنان، جزم أنّ "لا ثقة بالعدو، فهو يبحث عن أيّ إنجاز، خصوصًا بعد الخسارة الّتي مُني بها جرّاء "طوفان الأقصى"، وبالتّالي التّهديدات الإسرائيليّة يوميّة، فيما هناك رسائل مقابلة ترفض الحرب، فحتّى "حزب الله" لا يريد الحرب. لهذا كلّ السّيناريوهات مفتوحة ما دام الميدان مشتعلًا، وتعتمد إسرائيل سياسة الضّربات الّتي تستهدف الكوادر والقياديّين، بصرف النّظر عن الجغرافيا من جهة، وتستمر المعارك مع "حزب الله" جنوبًا من جهة أخرى؛ إلى حين انتهاء طبخة التّسوية ودخول الهدنة حيّز التّنفيذ".

وأضاف مطر: "كلّ الأمور ممكنة، علمًا أنّ أخطر الضّربات حصلت وطالت عمق الضاحية الجنوبيّة، لكن من الواضح أنّ "حزب الله" يرفض استدراجه إلى حرب واسعة، وكان لافتًا استثناء لبنان عن المعركة الإيرانيّة- الأميركيّة الأخيرة، الّتي تُرجمت بضربات في سوريا والعراق والأردن واليمن، وحُكمًا البحر الأحمر".

وعن تحرّك للمعارضة تحضيرًا لأيّ مرحلة سياسية جديدة، كشف "أنّنا ما زلنا على تواصل كنواب، وتواصلي مع كلّ الكتل بحثًا عن مخارج تساهم في إتمام استحقاق الرّئاسة الّذي أعتبره سيّد الاستحقاقات".

وعن التّضارب في المعلومات حول عودة رئيس الوزراء السّابق ​سعد الحريري​ إلى العمل السياسي، أوضح أنّ "الحريري لم يتّخذ قراره وأنّه وحده من يملك القرار، وأنّ جمهوره يطالبه بالعودة وسيعبِّر عن ذلك في حشد كبير أمام ضريح رئيس الوزراء الرّاحل رفيق الحريري".

وأكّد أنّ "البلد بحاجة لشخص كسعد الحريري، الّذي حافظ على جمهوره رغم غيابه، والسّاحة السّياسيّة تتّسع للجميع ولدينا الكثير نتّفق عليه. وبالنّسبة لي فإنّ 14 شباط هو يوم اغتيال لبنان، جرّاء اغتيال رفيق الحريري، بصرف النّظر عن العناوين السّياسيّة الحاليّة".

وعمّا إذا كانت عودة الحريري ستُحدِث تغييرًا حقيقيًّا على صعيد التّمثيل السنّي، اعتبر أنّ "بانتظار قراره بالعودة من عدمه، لا شكّ أنّ هناك تغييرًا حصل جرّاء غيابه، وأيضًا قد نشهد تغييرات في حال عاد إلى العمل السّياسي، وقد تكون هناك فرصة للتّعاون معه لمصلحة لبنان، وذلك كنائب طرابلسي مستقلّ حصلت على تمثيلي الشّرعي في الانتخابات النّيابيّة، وبمعركة خضتها كمستقل ولا أزال كذلك". ونوّه إلى أنّ "لآل الحريري بصمة كبيرة في تاريخ لبنان وحاضره، وليس هناك من شخص ينتهي في السّياسة، خصوصًا أنّ الحريري لديه شعبيّة كبيرة ولا تزال حاضرة".