لم يكن إجتماع مجلس المطارنة الموارنة الذي عقد في شباط الجاري برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عادياً أو كالمعتاد، هذه المرّة كان مختلفاً ولم يخلُ من بعض المواجهات بين بعض المطارنة حول موضوع تطبيق الإرادة الرسولية التي أطلقها البابا فرنسيس في العام 2015 والتي سمحت بفتح محاكم روحيّة في الأبرشيات من أجل بطلان الزواج بعد أن كانت محصورة بالمحكمة الابتدائية الموحدّة.

تدخلات لوقف الارادة

خلال الاجتماع لم يكن موضوع الارادة الرسولية مدرجا على جدول الأعمال ولكن فجأة طُرح. وهنا يؤكد المطلعون عبر "النشرة" أنه "وبالتزامن مع الاجتماع كان المطران رئيس المحكمة الابتدائية الموحّدة يتواصل مع المطارنة ويطلب وقف العمل بالإرادة الرسولية في الأبرشيات، وعندما شعر أنهم لم يتجاوبوا معه ذهب أبعد من ذلك ليشير الى أن البطريرك الراعي هو من يطلب ذلك في المطرانيات".

إمتعاض المطارنة

لم تنجح المحاولات بثني المطارنة عن الإستمرار بالعمل بالإرادة الرسولية فإستعان احد المطارنة ببكركي عبر الاجتماع الشهري لعرض وجهة نظره هو. ويشير المطلعون الى أن "إمتعاض أحدهم داخل الاجتماع وصل الى حدّ انه سأل نظيره "بتهكّم" عند بداية حديثة عن الارادة الرسولية "عا شو بدنا نحكي عن الارادة الرسولية أو العسل الملكي"؟ لافتين الى أن "المطران المذكور شدد "وبإصرار" على ضرورة حصر الصلاحية بموضوع الارادة الرسولية بالمحكمة الابتدائية الموحّدة".

"برزت إعتراضات من مطارنة عدّة على تلك المداخلة". وهنا يشدّد المطلعون على أن " الامتعاض وصل الى حدّ أن أحدهم رفض التوجّه بالمباشر بالكلام الى المطران المسؤول المذكور المُطالب بحصر الصلاحية بل خاطبه بواسطة البطريرك بالقول "قلّو لسيدنا..."، وعاد وأكد أن "نصّ الإرادة الرسولية يورد تطبيقها بلغة "الأمر" وبالتالي لا يُمكن النقاش بالموضوع من باب التطبيق أو عدمه، بل إن المناقشة تكون بكيفية التطبيق فقط لا غير". هنا تدخّل البطريرك حاسماً الجدل وطلب من المطران رئيس المحكمة الابتدائية تقديم دراسة قانونية حول الموضوع لينهي الجدل عند هذا الحدّ.

العسل الملكي في السيارة

وهذا ليس كلّ شيء فقصّة بيع العسل الملكي في المحكمة الابتدائية الموحدة التي عرضت "النشرة" تفاصيل عنها في مقال سابق بعنوان "المحكمة الابتدائية الموحّدة: رسوم باهظة وعسل ملكيّ" لم تتوقّف بل إنتقلت عملية البيع من أرجاء المحكمة الى سيارة في الموقف، بحسب ما يؤكد المطلعون... فكيف ذلك؟

يشير هؤلاء الى أن "بلبلة حدثت بعد إنتشار خبر بيع العسل الملكي الذي يعمل على التحكّم في مستويات الكوليسترول في الدمّ ويعزّز قدرة الإنسان على الشعور بالنشاط واليقظة في أرجاء المحكمة، فقرّر المعنيون تغيير مكان "البضاعة" فقط لا غير، إذ بات يُعرض العسل الملكي على المحامين والمحاميات وكلّ من يواجه أي مشكلة في المحكمة، وفي بعض الأوقات يصل الأمر الى عرضه على المتداعين والمحامين لأخذه كهديّة للقضاة في المحكمة أو للمطران نفسه، ولدى الموافقة على الشراء يُخرج البائع الى سيارته ويحضرها بعد أن كانت تعرض في أرجاء المحكمة".

حتى الساعة إنتصرت الإرادة الرسولية، ولم ينجح المطران "القويّ" بحصر الصلاحيّات بالمحكمة الابتدائية الموحّدة وستبقى أبواب المحاكم في الابرشيات مفتوحة لإستقبال الناس...