لفت نائب الأمين العام لـ"​حزب الله​" الشّيخ ​نعيم قاسم​، إلى "أنّنا عندما تحدّثنا عن وحدة السّاحات، البعض اعتقد أنّ وحدة السّاحات تعني تشابه أداء السّاحات، وهذا غير صحيح. وحدة السّاحات تعني وحدة الموقف، وحدة القضيّة، وحدة الرّؤية ووحدة الاستعداد لمواجهة التحدّيات، لكنّ كلّ ساحة تقدِّم بحسبها وبظروفها وبقناعاتها، وهذا ما يحصل الآن"، مشيرًا إلى "أنّنا الآن أمام أداء فيه وحدة ساحات بتنوّع في شكل الأداء، لأنّ هذا التّنوّع مرتبط بالقرار والقدرة والتّقدير بالمصلحة في حدود المشاركة، وتأثيرها في مواجهة العدو ال​إسرائيل​ي".

وركّز، خلال لقاء مع العلماء والمبلغين في بيروت، على أنّ "​​​​في الدّاخل اللّبناني، لم تكن الحرب على ​غزة​ والعدوان عليها عائقًا لانتخاب رئيس للجمهوريّة، وليست نتائجها مسهِّلة أو معيقة لانتخاب رئيس للجمهوريّة"، مؤكّدًا أنّ "مسألة ​رئاسة الجمهورية​ مسألة داخليّة لبنانيّة لها علاقة بتوزّع ​المجلس النيابي​، إلى درجة أنّه لا توجد كتل قادرة على أن تتفاهم لتشكل أغلبيّةً تساعد على الانتخاب".

وأوضح قاسم أنّ "هذا المشهد في المجلس النّيابي كان قبل ​حرب غزة​، والآن بعد مرور 4 أشهر ونصف الشّهر لم يتغيَّر منه شيء على الإطلاق. وإذا استمرّ على هذه الشّاكلة من دون رسم طريق للتّفاهم لتذليل العقبات وتقريب وجهات النّظر للاتفاق على آليّة معيّنة وعلى أشخاص معينّين، يمكن أن يستمرّ هذا الأمر طويلًا".

وأعلن "أنّنا كـ"حزب الله" حاضرون لانتخاب الرّئيس إذا حصل الاتفاق غدًا، على الرّغم ممّا يحصل الآن من عدوان وعلى الرّغم ممّا هو موجود في جبهة الجنوب، نحن حاضرون أن نذهب بالاتفاق إلى انتخاب رئيس جمهوريّة غدًا بمعزل عن كلّ التّطوّرات الموجودة".

كما شدّد على أنّ "مشكلة الرّئاسة مشكلة كلّ الكتل النّيابيّة، لسنا نحن من يحجزُها. كلّ كتلة من الكتل النّيابيّة تحجز الرّئاسة، لأنّها واقفة عند قناعاتها ولا تريد أن تفتح لتُعدِّل أو تغيِّر في العلاقة مع الآخر، الكلّ في عدم الانتخاب سواء، ولا يتحمّل هذا الأمر لا "حزب الله" ولا حركة "أمل" أو أي جهة أخرى؛ وإنّما الكلّ معنيّون بشكل مباشر".

وأعرب قاسم عن اعتقاده أنّ "الرّئيس الأميركي ​جو بايدن​ سيخضع كلّما اقتربت الانتخابات النيابية في ​أميركا​ أكثر، لأنَّه سيتلمس بشكل مباشر تأثير العدوان على غزّة على رصيدهِ الانتخابي، الّذي يمكن أن يخسر بسببه، وبالتّالي ستكتشف إسرائيل أنّها عاجزة عن إلغاء المقاومة الفلسطينيّة، وسيكتشف الأميركي أنّه غير قادر على محو ​القضية الفلسطينية​".

واعتبر أنّ "إذًا في مكان ما وفي زمان ما، لا بُدّ أن يقرّروا تسويةً معيّنةً تُخرجهم من هذا النّفق، إذ أنّ المقاومة ستكون صامدة وصابرة وثابتة رغم الجراحات ولا خيار آخر، ونعتقد أنّها منصورة بعون الله بعدم تحقيق الأهداف الإسرائيليّة الأميركيّة".