رأى عضو كتلة "الاعتدال الوطني" النائب أحمد الخير، ان البلاد ما عادت تحتمل المزيد من الشلل في المؤسسات الدستورية نتيجة الشغور الرئاسي، فكان قرار الكتلة باختراق جدار الجمود في الاستحقاق الرئاسي من خلال مبادرة ترتكز على 3 مراحل أساسية وهي التالية:

1 - ان يتداعى النواب اللبنانيون إلى لقاء تشاوري داخل مجلس النواب، شرط ألا يكون لهذا اللقاء لا رئيس ولا مرؤوس، وان تكون الكتلة النيابية ممثلة فيه بنصاب الثلثين وما فوق.

2 - ان يستعرض النواب خلال اللقاء أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، لعلهم ينجحون في التوافق على اسم او اسمين او حتى على سلة من الأسماء المؤهلة لملء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية.

3 - وهي المرحلة الأخيرة وتقضي باجتماع ممثلين عن الكتل النيابية التي حضرت اللقاء، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ليطلبوا منه تعيين موعد جلسة لانتخاب رئيس بدورات متتالية، شرط ان يتعهد الجميع عدم تعطيل النصاب بالانسحاب منها.

وردا على سؤال، لفت الخير في تصريح لـ "الأنباء" الكويتية، إلى ان اول من التقته كتلة الاعتدال الوطني لإطلاق مبادرتها، كان بري الذي وافق عليها بعد اطلاعه بالتفصيل على نقاطها ومراحلها، ووعد بتعيين نائبين من كتلة التنمية والتحرير لحضور اللقاء التشاوري، كما انه التزم بتعيين موعد جلسة حال مطالبته من قبل ممثلين عن أكثرية ثلثي أعضاء مجلس النواب كنصاب دستوري لانتخاب رئيس.

وعن موقف حزب الله من المبادرة، أكد الخير ان الكتلة ستلتقي خلال الأسبوع المقبل مع كتلة الوفاء للمقاومة، لاطلاع أعضائها او من يمثلهم على نقاط وتفاصيل المبادرة، على ان يصار بعد الاجتماع إلى التماس الموقف والقرار الذي سيخرج به حزب الله.

وعليه، لفت الخير إلى ان كتلة الاعتدال الوطني استطاعت من خلال مبادرتها، ليس فقط كسر الجمود في الملف الرئاسي، إنما أيضا استبدال الحوار الذي رفضته بعض القوى السياسية، بلقاء تشاوري جامع تحت قبة البرلمان، والأهم ان الكتلة نجحت في تحقيق نقطتين أساسيتين وهما:

1 - جمع اللبنانيين للتشاور فيما بينهم بالأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية.

2 - حتى ان لم ينجح النواب خلال اللقاء في التوافق على الأسماء، تذهب الكتل النيابية إلى ممارسة واجبها الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية وفقا للآليتين الدستورية والديموقراطية.

واشار إلى ان كتلة الاعتدال الوطني مرتاحة لما حققته من نتائج إيجابية خلال جولاتها على القوى السياسية، حيث أعرب الفرقاء كل الفرقاء عن تأييدهم للمبادرة شكلا ومضمونا، وعن استعدادهم للمشاركة بالمشاورات والنقاشات داخل مجلس النواب، الأمر الذي يرسم عوامل إيجابية كبيرة يمكن البناء عليها خلال المرحلة المقبلة لإخراج البلاد من نفق الشغور الرئاسي.