بات نشوب ​الحرائق​ في الغابات "موضة" تحدث كلّ عام، ولا يُمكن تحديد أسبابها أو ما إذا كانت مفتعلة أم لا، ولكن يكفي فقط القول إنها تقضي على مساحات حرجية كبيرة وتؤثّر على الطبيعة... ولا يُمكن أن ننسى ما حدث في العام 2019، حين إندلعت النيران وقضت على مساحات كبيرة من الاحراج في ​الشوف​ وغيرها من المناطق، أو حتى الحرائق التي تحدث غالباً في شمال ​لبنان​، في منطقة عكار تحديداً، إضافة إلى هذا كلّه تأتي اليوم الحرب في ​الجنوب​ لتزيد "الطين بلّة"، خصوصاً مع استعمال الفوسفور في تلك الحرب من قبل الجانب الإسرائيلي.

نعم تأثّرت المساحات المزروعة في الجنوب بالقصف الدائر، خصوصاً الزيتون وغيره، وهو إن لم يتم القضاء عليه بالحرب لم يعد صالحاً لقطفه نتيجة لتلك المواد التي هي حتماً خطرة. وفي هذا الاطار تشير مصادر مطلعة في ​وزارة البيئة​، عبر "النشرة"، إلى أن "مادة الفوسفور تؤثر على المزروعات، ولكن تبعاً للكميات المستعملة ولأن الأرض أصلاً فيها مادة الفوسفور، ولكن حتماً زيادة الكمية بشكل كبير ستلحق بها ضرراً كبيراً".

بدورها، تشرح رئيسة جمعية "الثروة الحرجية والتنمية" سوسن بو فخر الدين، في حديث لـ"النشرة"، أن "الجمعية أعدت في العام 2006 وبعد الحرب دراسة وصدر بعدها تقرير للمناطق المحروقة، بعد نهاية الحرب، وكل هذا المجهود تم بالتعاون مع شركائنا في ​وزارة الزراعة​ ووزارة البيئة والجهات التي تعمل على هذا الملف".

وتوضح أننا "اليوم سندرس المناطق المحروقة في الجنوب، وسنرى آلية التدخّل بعد دراسة كلّ العوامل"، وتلفت إلى أننا "سندرس أيضاً تأثير هذه الحرب على الغطاء النباتي وعلى أي أساس سيتمّ تحديد آلية المعالجة"، مشددةً على أنه "بعد كلّ حريق يقع نقوم بدراسة تلك المناطق ونحدّد أي نوع من الشجر يجب أن نزرع، وكلّ عملنا هو بتوجيه من الدولة اللبنانية التي نقوم بالتعاون معها بالدراسات المطلوبة".

الجنوب ليس المكان الوحيد الذي تعمل الجمعية على دراسة وضعه وتشجيره، فهناك مناطق أخرى في الشمال وفي ​جبل لبنان​ واحداها منطقة جسر القاضي في جبل لبنان، وهنا تشير بو فخر الدين إلى أننا "نشجّر أيضا في حمانا"، لافتة إلى أنه "نعمل منذ حوالي ثلاثين سنة في مجال حماية الغابات والحرائق و​التنمية المستدامة​".

ليس سهلاُ ما يمرّ به لبنان وحتماً المزروعات ستتأثّر بشكل كبير، فبين قطع الأشجار لاستعمالها في الحطب في أغلب المناطق، وبين رمي المواد السامة بكثرة كالفوسفور وأثرها على كل المحاصيل، خصوصا الزيتون وغيرها، تبقى صحة المواطن أولوية مع ضرورة الحفاظ على المساحة الحرجية، واعادة تشجير كل ما دمرته الحرائق نتيجة الحروب أو الحرائق المفتعلة...