أكّد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، أنّ "إسرائيل تستهدف لبنان لأنّه نقيضها"، موضحًا أنّه "لا شفاء لنا من أزماتنا، لا سيّما الاقتصادية منها، إلاّ بوحدتنا ووعينا".

كلام المرتضى جاء خلال تدشين "مساحة نور" في مدينة طرابلس، ضمن فعاليات "طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024"، حيث رعى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التدشين ممثلًا بوزير الثقافة.

ولفت المرتضى إلى أنّ "في طرابلس، وفي كثيرٍ سواها من نواحي لبنان، حين تقصِّرُ الدولةُ يحضرُ المجتمعُ المدنيُّ المحلّي غيرُ المرتبطِ بأيِّ مشروعٍ أجنبي مشبوه، ليفتحَ أمام الشباب كُوّةَ رجاءٍ وبوابةَ نور، ويجعلَ الشعورَ الوطنيَّ أشدَّ عمقًا في قلوبهم، وارتباطَهم بأرضِهم أكثرَ متانةً، بتسهيل الحصول على فرَصِ عمل".

وأوضح أنّ "الهجرة التي تزدردُ أعمارَ اللبنانيين، ولا سيما الشباب منهم، لا يمكن مكافحةُ سلبيّاتِها بالصراع السياسي بين الأحزاب فقط، أو الطائفي أو المذهبي القائم على تناتش مواقع السلطة، فالمواطن عندما يغترب، إنما يرمي إلى البحث عن فرصة عملٍ لبناء مستقبله، لا عن المشاركة في دورٍ سياسي لا يستطيعُه في وطنه. من هنا يصبحُ الاهتمامُ بتأمين فرص العمل واحدًا من أهم الأسباب التي تعالجُ المشاكل السلبية الناتجة عن الهجرة والتي من أهمها خسارةُ الطاقات الشابّة".

ولفت المرتضى إلى أنّ "اعتماد طرابلس عاصمة للثقافة العربية ليس سوى مكافأةٍ لها، على كونِها في الأصل عاصمةَ القومية العربية، إذْ كانت شوارعُها تردِّدُ أصداءَ الحوادث التي تمر بها بلاد العرب، من فلسطين إلى الجزائر فمصر فالعراق فاليمن فسوريا".

وكانت كلمة للمفتي إمام استهلها بالإشارة إلى أنّ "جرائم الحرب التي يرتكبها بنو صهيون ولا يرحمون ليس فقط البشر، لا يرحمون شيئًا من الوجود"، موضحًا "أننا كنّا ونحن صغار نتساءل لماذا الأجيال التي قبلنا احتل القدس في عهدها، ونحن اليوم أيضا نعيش الظرف نفسها ومسيرة الشر نفسها والعقلية التدميرية الإفسادية نفسها والجبروت الشيطاني نفسه، ولكن الأمّة الحية لا تزال ذهبًا غاليًا إذا أُدخل النار خرج ذهبا احمر".

وأكّد أنّ "أحداث غزة رسّخت مفهوم الأمّة، وكانت عكس ما كانوا يريدون من استفراد وشرذمة وتقسيم واستضعاف، كان ذلك صهرًا للُحمة الأمّة وأكثر تكاتفًا".