ترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداسا احتفاليا بعيد مار يوحنا مارون، في دير مار يوحنا مارون - كفرحي بمشاركة السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا.

وأشار خيرالله إلى أنّ "احتفالنا بعيد مار يوحنا مارون اليوم يدعونا إلى وقفة وجدانية نستصرخ فيها ضمائر أبناء مارون، ونتساءل معهم عن الدعوة والدور والمصير: أين نحن من ثوابت تاريخنا الروحي والأخلاقي والثقافي والوطني؟ أين نحن في مواجهة التحديات الراهنة، ومنها الانحطاط الأخلاقي والقيمي وتدني المستوى الثقافي والتراجع الديمغرافي والهجرة المتزايدة؟ اين دورنا في محاربة الفساد المستشري منذ عقود في الحياة السياسية ومؤسسات الدولة وإداراتها عبر ذهنية الزبائنية الرخيصة والإقطاعية المالية والحزبيات الضيّقة وهدر المال العام. أين نحن من الحوار في ما بيننا لِلَمّ الشمل وتوحيد الكلمة؟ أين دورنا الريادي في إقامة الحوار بين اللبنانيين، حوار صادق وصريح يفضي إلى تنقية الذاكرة ويفتح بابًا على المصالحة الوطنية؟ هل وصلنا إلى إنكار التزاماتنا الكنسية والإنسانية والاجتماعية والوطنية وقدّمنا استقالتنا من التزامنا بلبنان الكبير وطنًا كبيرًا لابنائه الكبار، مسيحيين ومسلمين ودروزًا؟".

وقال: "إننا نجدّد اليوم التزامنا بالدعوة التي دعينا إليها منذ البدء، أي إلى القداسة، ونجدّد التزامنا بعيش روحانيتنا النسكية بالتجرّد عن ملذات الدنيا وإغراءاتها، ونجدد انتماءنا إلى كنيستنا الانطاكية وإلى محيطنا الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي، ونجدّد انفتاحنا على شعوب العالم وثقافاته، واتحادنا مع الكنيسة الرومانية الممثلة بكرسي بطرس وبالجالس عليه قداسة البابا فرنسيس. ونؤكد أننا سنبقى ننشد الحرية لنا ولغيرنا من الشعوب ضمن احترام التعددية التي تميّزنا".

وقدم السفير البابوي تهانيه للطائفة المارونية بالعيد، مشددا على "ضرورة العودة الى الجذور والتمسك بالروحانية والقيم التي ارساها".

ونقل تحيات البابا فرنسيس الذي يحمل لبنان في قلبه وفكره. وتمنياته للكنيسة اللبنانية لتكون من خلال التزامها وشهادتها نورا وملحا للمجتمع الذي تعيش فيه، المليء بالتحديات والحاجات الملحة.

وأمل "لكل لبنان السلام داخل أراضيه والاستقرار السياسي والمؤسساتي فيه، والانسجام من اجل الحفاظ على هويته كبلد للتعدد والفسيفساء الدينية والخبرات المتعددة الذي لا يمكن أن يجد الانسجام الا بالالتزام الدائم لكل مواطنيه"، متمنيًا أن "يتم حل الجمود المؤسساتي وانتخاب رئيس قريبًا، وأن يتمكن المكون المسيحي والجماعة السياسية فيه من العمل للخير العام من خلال نشر القيم الانجيلية من سلام واحترام، وحوار، وغفران وعدل ومحبة".