بدأ الذهب أو ما يسمّى بالمعدن الأصفر رحلة صعود "صاروخيّة" في ارتفاع سعره منذ تقريباً بداية حرب "7 أكتوبر" على غزّة، أو أكثر ربما أبعد من ذلك منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا... حقيقةً ومع نهاية العام 2023 وبداية العام الجاري ناهز سعر "أونصة" الذهب حوالي 2050 دولارا ومن هناك إستمرّ في الصعود.

نعم قد يكون بدأ إرتفاع سعر الذهب بسبب الحروب والأزمات، إلا أنه مرتبط وبشكل مباشر بأزمة البنوك الأميركية وارتفاع وإنخفاض الفائدة. ولا شكّ أن هناك علاقة بين الدولار والذهب ففي حال تحسن أوضاع الاقتصاد الأميركي وتوجه البنك إلى سياسة التشديد النقدي ورفع الفائدة، قد يتسبب هذا في دعم الدولار وابتعاد المستثمرين عن العملات الاخرى كالمعدن الاصفر أي الذهب، كما أنه مع تحسن أوضاع الاقتصاد في الدولة يرتفع عائد السندات، ويكون مؤشرا أيضا على احتمالات ارتفاعات التضخم.

في هذا الاطار يشير الخبير الاقتصادي ميشال فياض الى أن " الذهب يسجل أعلى مستوى في ثلاثة أشهر مع ارتفاع توقّعات خفض أسعار الفائدة"، لافتا الى أن " سعر الذهب وصل إلى أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر هذا الأسبوع، بسبب زيادة الرهانات على خفض سعر الفائدة في حزيران الماضي من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، أي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي"، متوقعاً أن "يصل سعر الذهب إلى 2150 دولارًا للأونصة".

العملات الرقميّة أيضاً على غرار المعدن الأصفر تشهد إرتفاعاً في السعر و"البيتكوين" إحداها وهي عملة رقمية مؤمنة عن طريق التشفير، يتم استخدامها في عمليات الدفع التي لا تخضع إلى رقابة من جانب الحكومة، بلغ سعر البتكوين عام 2010 نحو 0,003 سنت للعملة الواحدة وفي تشرين الأول 2017، ارتفع سعرها ليبلغ 4200 دولار أميركي-على الرغم من أن هذه القيمة شهدت تقلبات، مع تحركات يوميّة متأرجحة ومتكررة.

"إرتفاع "البتكوين" يعود الى عدّة عوامل أولها تغيير في التشريعات المتعلقة بالبورصة". هذا ما يؤكده فياض، لافتا عبر "النشرة" الى أنه "في 10 كانون الثاني وافقت هيئة مراقبة الأسواق المالية الأميركية، هيئة الأوراق المالية والبورصة (SEC)، على صناديق الاستثمار (ETFs) التي يتم فهرسة قيمتها مع قيمة عملة البيتكوين، ومثال على ذلك: شركة Blackrock، الأولى عالميًا في إدارة الأصول"، معتبراً أن "ذلك يتيح لعدد أكبر من الأشخاص وضع الأموال النقدية في العملة المشفّرة ويؤدّي التدفق الهائل للأموال الحقيقيّة إلى تضخيم قيمة البيتكوين"، مضيفاً: "بعد ذلك، تم تعزيز سعره من خلال توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (FED) والبنوك المركزية الكبرى الأخرى، وكان خفض أسعار الفائدة هذا العام قد أدى إلى تقليص جاذبية الدولار وسندات الخزانة الأميركية في نظر المستثمرين".

يرى فياض أن "الزيادة في السعر يتم تفضيلها أيضًا من خلال ما يسميه المحترفون في هذا القطاع "النصف"، لافتا الى أنه "كل أربع سنوات، يتم خفض عدد عملات البيتكوين المتداولة إلى النصف لإبقاء إنشائها تحت السيطرة ميكانيكيا، فهي نادرة وتزداد قيمتها. لذلك، من المحتمل جدًا أن تسجّل العملة المشفرة أرقامًا قياسية جديدة خلال عمليّة التنصيف المستقبلية التي ستتم في نيسان المقبل".

إذا تشهد أسعار الذهب إرتفاعاً كبيرا ومن المتوقع أن تستمرّ في الصعود أما بالنسبة الى العملات الرقميّة وتحديداً "البيتكوين" فمن الممكن ان تشهد ارقاماً قياسية في نيسان المقبل.