دأب رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية – الفرنسية وعضو لجنة الصداقة اللبنانية – الأوروبية، النائب سيمون أبي رميا، على زيارة باريس وستراسبورغ للاجتماع بأصحاب قرار ونواب فرنسيين وأوروبيين ووضعهم "في حقيقة النزوح السوري الى لبنان بالأرقام".

وحصل اتفاق بين أبي رميا ورئيس مجلس النواب نبيه بري على تشكيل وفد لزيارة البرلمان الأوروبي وإبلاغه بأنّ هذا موقف لبناني واحد تتوافق عليه المكونات اللبنانية النيابية والسياسية كلّها. وتحققت زيارة هذا الوفد النيابي لبروكسل، خلال شباط الماضي، حيث اجتمع بأصحاب القرار على مستوى البرلمان الأوروبي وفي الاتحاد الأوروبي، إضافةً الى مسؤولين في وزارة الخارجية البلجيكية.

واكد ابي رميا في حديث لـ"نداء الوطن"، ان "المقاربة الأوروبية لملف النزوح تقوم على بُعدين، الأول إنساني بحيث يعتبرون أنّ النازحين معارضون هربوا من الحرب والاضطهاد في سوريا، والثاني قانوني إذ إنّ هؤلاء السوريين نزحوا الى لبنان وهناك اتفاقية للأمم المتحدة عام 1951 خاصة بوضع اللاجئين، باتوا يساعدون النازحين على أساسها، لتأمين حياتهم اليومية الكريمة"، مشيرا الى أنّ "كثير من النواب الأوروبيين غير سلبيين تجاه لبنان بل يحبون البلد، غير أنّهم لا يعلمون دقة موضوع النزوح السوري وأهميته وخطورته، ولا يأخذون في الاعتبار التداعيات السلبية لهذا النزوح على لبنان على المستويات الأمنية والاقتصادية وعلى الكيان والهوية اللبنانية. وهنا تكمن أهمية ما نقوم به".

واوضح ان "الوفد اللبناني شرح للنواب الأوروبيين أنّ العودة الطوعية والآمنة التي يتمسّكون بها تقضي على لبنان، لأنها دعوة الى بقائهم ودمجهم تدريجيا بالمجتمع اللبناني. كذلك وضعهم في صورة هذا الملف وتداعياته بالأرقام والتفاصيل"، لافتا الى "أنّنا اكتشفنا خلال اللقاءات، أنّ مفوضية اللاجئين لديها مكتب في سوريا وتساعد من يعيشون في حالة عوز وفقر هناك، وكان طلبنا الأساس أنّه بدلاً من مساعدة النازحين في لبنان، والتي تُعتبر دعوة للسوريين الى ربح الأموال هنا، يجب إرسال هذه الأموال الى سوريا ومساعدة السوريين في بلدهم، فبهذه الطريقة تعيدونهم الى بلدهم من جهة وتزيحون هذا العبء عن لبنان".

ورأى أن "زيارة النائب في البرلمان الاوروبي جيوفروي ديدييه للبنان إشارة أوروبية إيجابية لجهة أنّ هناك اهتماماً بمتابعة موضوع النزوح"، مشيرا الى "متابعة التواصل مع أكثر من نائب أوروبي ووضعهم في تفاصيل التفاصيل، حول النزوح"، معتبرا أن "هناك بداية تفهّم من نواب أوروبيين لموقف لبنان، قد تُترجم مستقبلاً في التصويت على قرارات في البرلمان الأوروبي متعلّقة بملف النزوح. فالأساس خلق قوة ضغط من قبل نواب أوروبيين لصالح لبنان".