اعتبر رئيس "تجمع موارنة من اجل لبنان" المحامي بول كنعان انه "ليس غريباً على الموارنة أن يجتمعوا من أجل لبنان، وهم الذين شكّلوا حجر الزاوية في إعلاء شأن هذا الكيان وازدهاره، وكانوا درعه الواقي في وجه محاولات تذويب هويته على مرّ العصور"، مؤكداً أن "المارونية ليست كنيسة فقط، ولا انتماءً رعوياً، بل هي نهج حياة، ونمط عيش، وايمانٌ راسخٌ بالراقد على رجاء القيامة أولاً، وبالحرية ثانياً، ومن الإيمان والحرية ينبثق الحضورُ الثابت، المتمسّك بلبنان".

وفي كلمة له خلال حفل إطلاق المؤتمر الوطني الماروني بالتعاون مع الرابطة المارونية و"تجمع موارنة من اجل لبنان" و"المؤتمر المسيحي الدائم" في جبيل، اعتبر كنعان بانه "ليس من المبالغة القول، إن الموارنة في لبنان، كالخميرة في العجين. إن تمسكوا بجذورهم، وساروا على النهج الوطني والإنساني للآباء المؤسسين للكنيسة والكيان، نموا وازدهروا، وإن ابتعدوا عن الجوهر، ذابوا وذبلوا وباتوا جماعة بلا طعم ولا فائدة ولا دور فالمارونية المدرسة، والمستشفى، والاقتصاد الحر، والعلم والفن والثقافة والمسرح نعم، ولكنها أيضاً وقبل أي شيء آخر، ثوابت وطنية وانسانية، تنفتح ولا تنغلق، تبادر ولا تستسلم، تمتلك شجاعة الريادة، لأنها أم الكيان، فتحرصُ عليه بمميزاته، من شماله الى جنوبه، ومن بحره الى جبله. لا تتقوقع، ولا تصبح غير مبالية أمام ما يجري من متغيّرات".

واردف: "المارونية الى جانب كنيستها، حركة اجتماعية لا تتوقف تذهب الى كل إنسان، على مساحة امتداد أبرشياتها، فلا تتخلى عن أبنائها، بل تقف الى جانبهم، كما لا تترك لبنانياً لأي جماعة أو طائفة أو معتقد انتمى، فالمارونية على مثال كنيستها أم، وهل تترك الأم أبناءها؟". ورأى أن "ما نعيشه اليوم من أزمات، يستدعي منّا ان نكون موارنة أكثر من أي وقت مضى، أن ننوجد ونبادر، ونكون الى جانب كنيستنا وبطريركنا وأساقفتتا وكهنتنا وراهباتنا، وجمع المؤمنين من شعب مارون من أجل لبنان".

واشار الى ان "الكيان يعاني من غياب الرأس، بشغور موقع الرئاسة وكم يحتاج لبنان الى رجال دولة، فما نعيشه اليوم ليس غريباً عنا. وقد عشنا أزمة في العام ١٩٧٦، وكان الخوف على الرئاسة والوطن. وعلى رغم التنافس والخصومات، التقى رجالات كبار، وهم كميل شمعون وريمون اده وبيار الجميل، وأمّنوا انتخاب الياس سركيس رئيساً للجمهوية قبل 6 أشهر من انتهاء ولاية الرئيس سليمان فرنجية. وبقي العميد ريمون اده مرشحاً حفاظاً على الديموقراطية"، لافتا الى ان "الدعوة اليوم لاستنهاض هذا الفكر الحريص على الوطن والكيان، لا رفض التحاور والتلاقي بينما الجمهورية تضيع".

وشدد على "إن المخاطر كثيرة، لكن وزنات الموارنة عديدة. فلنحسن استخدام وزناتنا، وطنياً وسياسيا واقتصادياً واجتماعياً، فنستحق أن ندعى شعب مارون".