أشارت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أن "إيران تنظر إلى "حزب الله" على أنه درّة تاج مشروعها في المنطقة، ولا يمكن التضحية به، وأي حرب واسعة ستندلع في لبنان فستخلق أزمات ومشاكل كثيرة أمام الحزب ليس فقط على الجانب العسكري أو الأمني، بل في مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، خصوصاً أن أي حرب كبرى ستؤدي إلى تدمير لبنان مع ما يستتبع ذلك من انقلابات سياسية داخلية على الحزب، إضافة إلى الأزمة الكبرى التي ستعانيها الطائفة الشيعية التي سيتهجّر أبناؤها وستدمّر مدنهم وقراهم".

ولفتت إلى أن "هناك تركيزاً إيرانياً واضحاً على الدور الذي تلعبه جماعة "أنصارالله" في اليمن، جيث أصبح الحوثيون يؤدون دوراً كان قد اضطلع به "حزب الله" منذ الثمانينيات حتى عام 2006، بخوض الحرب المتعددة والمتفرقة في اتجاهات مختلفة للوصول إلى تكريس الدور الذي كرّسه، باعتراف قوى داخلية لبنانية وخارجية إقليمياً ودولياً، وهذا ما تسعى إيران إلى تحقيقه عبر الحوثيين، من خلال العمليات التي يقومون بها في البحر الأحمر، وهي عمليات تجرى على وقع المفاوضات الأميركية - الإيرانية بسلطنة عمان وفي غيرها وعبر الكثير من الوسطاء، في سبيل الوصول إلى تفاهمات تعيد رسم قواعد الاشتباك واللعبة على طرق الملاحة والمعابر التجارية الدولية".

وأوضحت أن "ذلك يأتي في ظل استمرار مساعي الوصول إلى هدنة في قطاع غزة تنسحب على مختلف الجبهات. واللافت أنه على وقع هذه التسريبات تراجعت حدة ونوعية وكثافة العمليات العسكرية التي تشهدها الحدود الجنوبية للبنان، فعلى مدى 3 أيام كانت المواجهات أقل من عادية وروتينية، وهو ما تضعه مصادر سياسية في خانة رسائل متبادلة بين الطرفين بشأن رفض التصعيد".