أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن الأطراف اللبنانية المتصارعة غير مستعجلة، على ما يبدو، وربما غير مكترثة إن كان هناك رئيس أو استمر الفراغ، لافتة إلى أن حتى الشعب اللبناني اعتاد على الفراغ في كل المؤسسات، ليس بالنسبة للرئاسة بل لغيرها من المؤسسات.

واعتبرت أن "اللبناني لا يرى أن هناك فرقاً بين وجود رئيس أو عدم وجوده، أو وجود حكومة، أو مع حكومة تصريف أعمال..لا فرق بالنسبة للمواطن اللبناني الغارق في أزمات متراكمة من فقر وجوع وفساد وغلاء ونهب للمال العام وسطو على ودائع الناس".

وأوضحت أن مجلس النواب إذا التأم فهو عاجز عن انتخاب رئيس بسبب الانقسام العمودي بين الموالاة والمعارضة، وعدم قدرة أي طرف على تأمين النصاب ( 86 نائباً من أصل 128 نائباً) الذي يسمح بانتخاب الرئيس، لافتة إلى أن ليست المرة الأولى التي يعيش فيها لبنان في "فراغ رئاسي". حدث ذلك ثلاث مرات، الأولى استمرت 13 شهراً من أيلول 1988 إلى تشرين الثاني 1989، والثانية 6 أشهر من تشرين الثاني 2007 إلى أيار 2008، والثالثة استمرت 29 شهراً من أيار 2014 إلى تشرين الأول 2016.

وفي حين أشارت غلى أن "الجهود التي تبذلها عدة أطراف عربية ودولية لانتخاب رئيس جديد هي لتقطيع الوقت بانتظار ما يمكن أن يستجد على الساحتين الإقليمية والدولية، وبعدها يتم التوافق على الرئيس"، سألت: "هل انتخاب رئيس للجمهورية يحل الأزمة اللبنانية ويضع حداً لأزماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتواصلة التي تقود كلها بين فترة وأخرى إلى صدام أهلي ذي أبعاد طائفية وسياسية كما حصل العام 1958 والعام 1975؟"

وأوضحت أن "هذا سؤال مطروح على الساحة اللبنانية منذ استقلال لبنان عام 1943، ولا يزال اللبنانيون يبحثون عن جواب، ويصطدمون في كل مرة بجدار سميك من المحاصصة الطائفية التي تم تصميمها كنظام سياسي، والتي تحولت إلى هويات فرعية قاتلة بديلاً للهوية الوطنية الجامعة التي تتجاوز الطوائف والمذاهب، بحيث يكون الولاء للوطن فقط وليس لغيره في الداخل والخارج".

ولفتت إلى أن "أرباب ال​سياسة​ والطوائف وجدوا في هذا النظام ضالتهم، فعمدوا إلى تأبيده وتحنيطه لأنه يوفر لهم السلطة التي تعطيهم السيطرة والهيمنة، لذلك يعمد هؤلاء إلى استخدام الطائفية سلاحاً للتحريض كلما شعروا بأن مواقعهم تهتز أو معرضة للخطر"، معتبرة أن "لا حلّ في لبنان إلّا بإلغاء الطائفية السياسية، وعندها تستقيم الأمور ويتم سد كل الفراغات.. ويشعر اللبناني أنه يعيش في وطن".