كشف مصدر مطلع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن الولايات المتحدة وإيران توصلتا، بوساطة دولة خليجية، إلى تفاهم بشأن تهدئة في البحر الأحمر وخليج عدن لضمان أجواء ملائمة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، مع استئناف المفاوضات حول صفقة لتبادل الأسرى والرهائن والمحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس" في الدوحة، وتكثُّف الحراك الدبلوماسي من خلال جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية ومصر، والزيارات الإسرائيلية لواشنطن.

وأفاد المصدر، عبر صحيفة "الجريدة" الكويتية، بأن الخارجية الإيرانية تلقت عبر الوسيط الخليجي رسائل أميركية تطالب طهران بإقناع الحوثيين بوقف هجماتهم في البحر الأحمر مقابل وقف الأميركيين والبريطانيين لضرباتهما على مواقع الجماعة اليمنية.

وذكر أن طهران تواصلت بالفعل مع جماعة "أنصار الله" التي أبدت استعدادها لقبول العرض الأميركي مع التمسك بمهاجمة السفن الإسرائيلية أو تلك المتوجهة نحو إسرائيل، إلى حين إعلان وقف إطلاق النار الكامل في غزة وفك الحصار عن الفلسطينيين، موضحاً أن الإيرانيين أبلغوا الأميركيين بالفعل عبر الوساطة الخليجية بقبول الحوثيين الاقتراح، وتقرر أن يسري هذا التفاهم على الفور.

ورغم تهديد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي بتوسيع المواجهة البحرية إلى المحيط الهندي الأسبوع الماضي، شهد الاثنين الماضي توقفاً في الهجمات الحوثية ما لبث أن انتهى الثلاثاء بعدما أعلنت القيادة الوسطى الأميركية ضرب صواريخ حوثية، وهو ما ردت عليه الجماعة بإعلان قصف سفينة أميركية. أوضح المصدر أنه بعد ضربات القيادة الوسطى، استفسر الإيرانيون عبر الوسيط الخليجي من واشنطن عما إذا كان التفاهم لا يزال سارياً، وهو ما أكده المسؤولون الأميركيون الذين تحدثوا عن خلل في التنسيق بين المستويين السياسي والعسكري. وشدد المصدر على أن الاتفاق بات الآن مرهوناً بالتزام الأميركيين والبريطانيين، وبنتيجة المفاوضات الجارية في الدوحة حول هدنة غزة.