قررت الشرطة الاسرائيلية إغلاق المسجد الأقصى في وجه اقتحامات الجماعات المتطرفة، ابتداءً من يوم غد الخميس ولمدة 16 يوماً، مبررةً ذلك بتخوفها من الأوضاع الأمنية في ظل الحرب الحالية، في محاولة لتجنّب تأجيج الاحتقان والغضب الشعبي في القدس والضفة الغربية، خاصة بعد منعها الاعتكاف في الأقصى بالقوة، خلال أيام ما عرف بعيد المساخر العبري.

ونشرت وسائل إعلام عبرية أنه فور صدور القرار عمّت موجة من الغضب أوساط اليمين المتطرف، الذين رأوا أن تراجع حكومة الاحتلال عن تشجيع الاقتحامات في رمضان، ولا سيّما في العشر الأواخر، يعتبر رضوخاً لإرادة الفصائل الفلسطينية، كما حمّلوا مسؤولية القرار للوزير بن غفير، متهمين إياه بالتراجع لصالح الأجهزة الأمنية التي تخشى توسيع جبهة الحرب.

واعتبر تومي نيساني، زعيم منظمة “بيدينو” المتطرفة، إن “الحكومة استسلمت لضغوط حماس”، خاصةً أن هذا الإغلاق يُعَدّ الأطول في وجه الجماعات المتطرفة، مقارنة بالسنوات الماضية التي أغلق فيها المسجد في وجه الاقتحامات، عشية العشر الأواخر من شهر رمضان وأيام عيد الفطر لمدة 12 يوماً، عام 2023، و13 يوماً عام 2022.

وكان الخلاف الداخلي قد ظهر بوضوح في تصريحات وإجراءات حكومة الاسرائيلية حول عمليات تقييد الدخول إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان، التي كان وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير يدعو لتحويلها لسياسة “صفر فلسطينيين” من ناحية، وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي تدعو لتخفيف الضغط في القدس، خوفاً من اشتعال جبهة الضفة الغربية وخروجها عن السيطرة في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، من ناحية أخرى.